إشراف:إيمان عبدالرحمن - سماح موسى - هايدى زكى - جلال الغندور - أماني ربيع
مع ارتفاع معدلات حالات الطلاق وبخاصة فى السنة الأولى من الزواج وكذلك خلال أول ثلاث سنوات، نجد أن هناك سؤالا هام يطرح نفسه ألا وهو كيف نمنع العلاقة من الوصول إلى نقطة اللاعودة؟ وهل يمكن التكيف مع المشكلات ومحاولة تغيير الأوضاع خاصة مع وجود أطفال؟ كل هذه الأسئلة تناقشها حواء مع الخبراء فى محاولة للبحث عن حلول لحماية الأسر من التفكك.
فى البداية تقول مها علاء الدين، مدرسة: رغم أننى تزوجت زواجا تقليديا إلا أنه كان هناك قبول بينى وزوجى، لكن بعد الزواج كانت علاقتنا روتينية ورتيبةفلا حديث بيننا تقريبا، وبعد إنجابي طفلي الأول أصبح الكلام يدور حول الطفل واحتياجات المنزل، نعيش في جزر منعزلة عن بعض، أنا لا أعرف عنه شيئا تقريبا، أشعر بالوحدة باستمرار، وعندما أحاول الحديث معه يعدني بأنه سيتغير لكنه لا يفعل، المشكلة أن الجميع يعتبروني مدللة، طالما لا يضربني وأنه يصرف جيدا على المنزل فلا مشكلة، لكنني بحاجة الى شخص أتواصل معه، أنا حرفيا أعيش بمفردي، وطلبت الطلاق ومازال الأهل يحاولون الإصلاح بيننا، لكن لو لم يحدث تغيير لن أستطيع إكمال حياتي بهذا الشكل.
أما سعاد حمدي، ربة منزل فتقول: تزوجت في سن الثامنة عشرة ابن عمي وكنا سعداء في البداية، لكن بمرور الوقت تغيرت طباعنا، وصار ينتقد معظم تصرفاتي فهو مهندس مدني بينما أنا خريجة معهد فني تجاري، أنا أتمتع بجمال كبير، لكنه يقول لي الآن أن هذا لم يعد يكفي وأنه بحاجة لزوجة تشاركه طموحاته وتفهمه، ورغم أنى أبذل كل جهدي معه لكنه صارحني أنه لم يعد يشعر بالراحة وارتبط بإحدى زميلاته في العمل، وخيرني بين الاستمرار في الزواج مع زواجه من الأخرى أو الطلاق فاخترت الطلاق.
أما نيرة سمير، طبيبةفتقول: زوجي ضعيف الشخصية أمام أهله يتحكمون في كل كبيرة وصغيرة في حياتنا، أشعر أنني تزوجت بيت العائلة، ولا توجد خصوصية في حياتي، كل ما يحدث يعرفونه أولا بأول، وكلما أتحدث معه فى ذلك يقولي لي إننىأحاول إبعاده عن أهلهما يسبب لنا مشكلات مستمرة،ورغم أن لدينا طفل إلا أننى أشعر أن الطلاق أصبح قريبا.
الطرف الثالث
ترى د. هالة محمد، استشارية العلاقات الأسرية أن أحد أهم الأمور التي تؤدي إلى الطلاق اللجوء إلى طرف ثالث سواء من الأهل أوالأصدقاء وحاليا موضة "جروبات فيسبوك" وهو أمر خاطئ تماما، فعند اللجوء إلى طرف ثالث لابد من اختيار شخصأكبر سنا وخبرة يحب الطرفين ويحرص على مصلحتهما، كما يجب أن يستمع للطرفين وليس لطرف واحد، لكن ما يحدث أن طرف يحكي وقد لا يقول كل شيء ولا يتكلم عن أخطائه، وتكون النصيحة الأسهل هي الطلاق، ومع وجود طرف ثالث تلعب الكرامة والكبرياء دورا ويصبح التنازل أمر صعب.
وتتابع: تجنب الطلاق ممكن حتى من قبل الخطوبة، حيث يجب علي كفتاة أن أدخل العلاقة وأنا واثقة من النجاح وأن هذا الزواج يجب أن يستمر ولن يفشل، وأستغرب الآن أن كثير من الشباب والفتيات يستهترون بمؤسسة الزواج ويدخلوناه بمنطق التجربة "ويا صابت يا خابت"، وعند حدوث مشكلة يكون الطلاق أسهل حل، وبالفعل هناك علاقات لابد فيها من الطلاق خاصة مع وجود طباع وصفات لا يمكن تحملها أو تغييرها مثل العنف وضرب الزوجةوالبخل والإدمان والشك المستمر.
انعدام المسئولية
يقول د. صالح عبد الله، أستاذ علم الاجتماع: من أهم أسباب الطلاق السريع تربية الأبناء على عدم تحمل المسئولية، حيث يدخل الطرفان خاصة المتزوجين في سن صغيرة العلاقة متخيلين أن الحياة وردية، لا يفرقان بين رومانسية الخطوبة ومسئولية ما بعد الزواج، لذا غالبا ما تبدأ المشكلات بعد انتهاء شهر العسل، كما أن التعرض المستمر للمشكلات على مواقع التواصل يجعل الطرفين في حالة تربص للآخر، وربما يعتقد أن حلا لمشكلة قرأها مناسب لحالته، وهذا غير صحيح فالعلاقات الإنسانية ليست تجارب لها حلول متماثلة فكل علاقة هي حالة بذاتها وما يصلح حلا لمشكلة قد لا يناسب الأخرى بالضرورة.
طبيعة المرحلة العمرية
تؤكد د. أمنية عزمي،استشارية الصحة النفسية أن الطبيعة العمرية تلعب دورا، ففي العشرينيات يلعب الانجذاب دورا كبيرالكن مع الوقت يبدأ كل طرف في التفكير فيما يفتقده وما يريده، ويصبح التنازل أصعب، وبدلا من التفكير في احتياجات الطرف الآخر يفكر في احتياجات نفسه فقط، كذلك في السن الأكبر ومرحلة منتصف العمر لدى الزوج أو الزوجةيريد الرجل أن يشعر أنه مرغوب فيه وأن الحياة لا تزال أمامه، خاصة إذا أهملت الزوجة إشباع رجولته، والمرأة بدورها تريد أن تشعر أنها لا تزالجميلة ومحبوبة، لابد هنا من التعامل مع هذه المرحلة بحساسية حتى لا يهدم بيت عمره سنين بسبب نزوة عابرة، وكثير من الأزواج يستسهلون الطلاق وينسون الأبناء، الأطفال يحتاجون بيئة سوية والخلافات المستمرة تجعلهم غير مستقرين نفسيا، وتجعلهم في المستقبل أزواج غير سويين أيضا، لذا ينبغي التفكير جيدا قبل اتخاذ قرار الطلاق، والأخذفي الاعتبار مصلحة الأبناء سواء عند الاستمرار أو الانفصال، ولا يجب الشجار أمامهم، أو أن يقلل الزوج من شأن الزوجة أمامهم أو العكس.
ساحة النقاش