إشراف : منار السيد - سمر عيد - أميرة اسماعيل - سماح موسى - هايدى زكى - أمانى ربيع

فى الوقت الذى يقف فيه الجندى على الحدود مدافعا، والبرلماني مشرعا ومراقبا، والطبيب معالجا، والضابط حاميا، والعامل منتجا، تقبع الأم فى المنزل لتؤدى دورها الأعظم الذى لا يقل أهمية بل يفوق دور كل هؤلاء! وكيف لا وهى من ربت الجندى وعلمت المهندس والطبيب وانتخبت النائب ليدافع عن حقوقها ويحمى مكتسباتها لتلعب الدور الأعظم وهو تربية الأبناء وإعداد النشأ.

دور الأمهات في تربية الأبناء وغرس القيم بداخلهم موضوع هذا التحقيق.

البداية مع مها محمد، ربة منزل وتقول: علينا أن نكون قدوة لأبنائنا،ونؤكد على قيمنا المجتمعية وثقافتنا العربية،وأهمية التمسك بالدين دون تطرف أو الانجراف خلف أفكار من شأنها أن تهدم الوطن ولا تعمره، كما ينبغي أن نعلم أبناءنا منذ الطفولة الاعتماد على أنفسهم وعدم الاتكالية،ونقدم لهم النماذج الحسنة من أبطالنا وجنودنا في القوات المسلحةوكتابنا وفنانينا وعلمائنا العظماء،ومن المهم التصدي لأي نموذج من شأنه أن يفسد هذه التربية إما بالبلطجة أو الإسفاف الفني،وعلينا الانتباه لوسائل التواصل الاجتماعي التي يمكن أن تهدم في ثوان معدودات ماتبنيه الأم في أنفس أبنائها.

وتقول هدى موريس، ربة منزل:أنا أم لولد وبنت ولا أفرق مطلقا فى تربيتهمافلكل منهما حقوق وواجبات داخلالمنزل،أربيهما على الحرية في اتخاذ القرار مع تحمل المسئولية كاملة،وأكتفي بدور النصح والإرشاد،وأترك كلا منهما يتحمل مسئولية اختياراته وقراراته ثم يدرك خطأه بنفسه ويعود ليصححه،وهذا في اعتقادي أفضل طريقة للتربية الجيدة.

وترى سارة هيثم، مدرسة لغة عربية أن القدوة الحسنة للأبناء أفضل بكثير من التعليم وإعطاء الأوامر، وتقول: يجب أن نتوخى الحذر في كل تصرفاتنا أمام أبنائنا وبناتنا،فيجب أن يكون سلوكنا أفعال لاأقوال لأن أسلوب النصح والإرشاد والتعليم لا ينفعنا بقدرأن نكون آباء وأمهات يحتذى بهم فعلا.

أسس تربوية

تعلق د. ميري عبدالله، أستاذة علم النفس بجامعة عين شمس على دور الأم فى حياة الأبناء قائلة:الأم هي الأساس في تربية الأبناء، ولربات البيوت دور عظيم في تنشئةأبنائهن خاصة النشء، فتربية الأبناء ليست بالأمر الهين لكن هناك أسسا يجب أن نتبعها فى ذلك، حيث يجب أن نساعد أبناءنا على تحمل مسئوليةقراراتهم مع المتابعة دون التدخل بعنف عند اتخاذ قرارات غير صائبة،كما يجب أن ننمي قيمة الوطن وحب الانتماء لدى الطفل من خلال التأكيد على مبدأ المواطنة وأن لكل شخص في هذا البلد حقوق وعليه واجبات، بجانب أن نرسخ داخل نفس أي طفل الحصول على حقه بالطرق السلمية والشرعية والقانونية بعيدا عن العنف،وكل هذا يبدأ من الأم التي تقوم بالدور الأعظم في ترسيخ هذه المبادئ والقيم فوجودها داخل المنزل والمتابعة المستمرة لأبنائها والتضحية من أجلهم هو من يساعد على  تحلي الأطفال بالصفات الطيبة،وهي من تتعب لاكتشاف مواهب وقدرات أبنائها فكل ما يخص الأبناء تتحمله الأمهات.

عظيمات مصر

ترى منار عبدالفتاح، استشاري أسري وتربوي أن الرئيس عبدالفتاح السيسي، أرسل رسائل غير مباشرة للأمهات وربات المنازل عن الطريقة الصحيحة لتربية الأبناء من خلال تكريمه للمتفوقين وأبطال الأولمبياد، بالإضافةإلى ذوي الهمم وحفظة القرآن الكريموكأنه يوجه رسالة لعظيمات مصر من الأمهات بضرورة تقدير الأطفال وتكريمهم والبحث عن مواهبهم وقدراتهم والسعي لترسيخ قيمة الوطن والانتماء داخل نفوسهم من خلال تعميق قيمة الإحساس بالذات وبث الثقة داخل نفوسهم،وأنهم جميعا فعالينفى مجتمعاتهم وكل منهم سيخدم هذا البلاد في المستقبل كل حسب قدراته وإمكانياته ومواهبه،فليس من الضروري أن يكون كل أبنائنا أطباء ومهندسينلأن الجندي يخدم الوطن وكذا المزارع والصحفي والمحامي والمعلم فلكل منهم أدوار يؤدونها تجاه وطنهم دون انتقاص من قيمة شخص أو تهميش لأي فرد.

إيقاظ الضمير

أما د. أحمد البهي، أستاذ التربية بجامعة المنصورة فيقول: من المهم أن يقفالإنسان أمام مرآة نفسه دائما،لأن من لا ينهاه خلقه ودينه وتربيته عن إفساد المجتمع فلا رادع له، ومن الجيد بعد عمل أي فعل خاطئ أن تؤنب الأم طفلها وتعاقبه لكن ليس بالضرب أو المنع مما يحبه،لكن بأن تقول له قف أمام المرآة وحاسب نفسك، وتساءل هل هذا الفعل جيد أم لا؟ وأنت الحكم على تصرفاتك؟ فهذه المقولة تجعل الطفل يستخدم عقله ويفكر ويراجع أفعاله،وهذا ينمي بداخله الضمير ومحاسبة النفس قبل أن تحاسبه أمه أو تعاقبه معلمته ليكبر معه ضميره الإنساني الذي يجعله يحاسب نفسه قبل أن يحاسبه القانون أو الناس.

صانعة المعجزات

ترى د. نورا رشدي،أستاذ علم الاجتماع ووكيلمعهد الخدمة الاجتماعيةأن لوجود الأم الدائم مع أبنائها أثرا إيجابيا، وتقول: ينبغي على الأمهات تسليط الضوء على كل النماذج الجيدة من أبطال رياضيين وفنانين وإعلاميين وعلماء وأطباء وضباط وجنود،وعليهن توضيح أن النموذج الجيد هو من سيستمر وسيذكره التاريخ حتى بعد موته، وأن السيئ إما أنه سيترك ذكرى سيئة يتذكرها الأجيال أو أنه سيمحى اسمه سريعا ولن يذكره أحد،فالبطل الحقيقي سيذكره التاريخ،والفنان الحقيقي هو من ستحيا أعماله بعد وفاته لأجيال كثيرة،والرياضي الناجح هو مدرسة في تلك اللعبة سيتعلم منها أجيال كثيرة، لذا أرى أن المرأة المصرية صانعة المعجزات على مر التاريخ

المصدر: إشراف : منار السيد - سمر عيد - أميرة اسماعيل - سماح موسى - هايدى زكى - أمانى ربيع
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 652 مشاهدة
نشرت فى 18 نوفمبر 2021 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,918,235

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز