إيمان العمري
أصحابي الأعزاء صديقتنا ندى كانت تتحدث مع أخيها وائل وسرعان ما تحول النقاش إلى ما أشبه بالمشاجرة وارتفعت أصواتهما، هنا تدخلت الجدة لتهدئة الموقف وسألت عما كان محور المناقشة، فأجابتها ندى أنها كانت تتحدث مع أخيها عن رحلتها في إجازة منتصف العام إلى مدينتي الأقصر وأسوان وكيف استمتعت بمشاهدة المناطق الأثرية هناك وإنها عقدت النية في الإجازة القادمة زيارة المزيد من المناطق السياحية التي تتميز بطابعها التاريخي، لكنها فوجئت به يوصيها ألا تقول هذا الاقتراح لوالديهما حتى لا يتحمسان له وتتحول رحلات الإجازة إلى زيارات للمعالم الأثرية، واستطرد مؤكدا أنه لا يحب مثل هذه الرحلات ويعتبرها ليست ذات قيمة، فما الفائدة من مشاهدة أبنية قديمة وسماع حكايات يغلب على جزء منها الطابع الأسطوري.
وعبثا ما حاولت أخته اقناعه بأن نظرته سطحية وأنه يردد كلاما كله جهل ولا يعرف معنى الجمال والحضارة، سألت الجدة حفيدها هل هذه هي وجهة نظره تجاه المناطق الأثرية، فلم ينكر.
لم تتهمة الجدة بالجهل أو التخلف بل حدثت حفيديها بصوت هادئ وذكرت لهما أن المناطق الأثرية بالفعل تحتوي على مباني قديمة سواء كانت تسكنها الأجيال السابقة أو تتعبد فيها لكنها ليست مجرد حجارة مرصوصة فوق بعضها لا فائدة من زيارتها.
إنها تحكي تاريخ بلادنا الذي علينا أن نعيه جيدا ولا نعتبره مجرد حكايات أو أساطير بل هو كفاح شعب عريق استطاع أن يطوع كل عناصر الطبيعة من حوله ليبني حضارات زاهرة خالدة عبر آلاف السنين سواء كانت فرعونية أو إسلامية أو حديثة لكل منها سحرها الخاص الذي يظهر فيما تبقى من آثار شامخة علينا أن نزورها لنستمد منها روح الخلود.
ساحة النقاش