كتب: محمد الشريف

شهدت ال10 سنوات الأخيرة إطلاق عدد من المبادرات الرئاسية والمشروعات القومية وبرامج الدعم المالية التى هدفت فى المقام الأول إلى الارتقاء بمستوى المواطنين الاجتماعى والاقتصادى، وتوفير حياة آدمية لهم.

"حياة كريمة، المشروع القومى لتنمية الأسرة، برنامج تكافل وكرامة" مبادرات ومشروعات وبرامج اختلفت فى مسماها لكن ظل هدفها واحد وهو العمل على تذليل العقبات وحل المشكلات ومد يد العون للمواطنين، وتحسين أوضاعهم المعيشية والاقتصادية.

"حواء" تستعرض فى هذا التقرير الإنجازات التى حققتها المبادرات الرئاسية والمشروعات القومية على أرض الواقع..

البداية مع "حياة كريمة" تلك المبادرة التى تمثل أحد الإنجازات المهمة والمتفردة التى تبناها الرئيس السيسى على مدار السنوات الأخيرة، كما تعد أكبر مبادرة تنموية على مستوى العالم، وكان الهدف من إطلاقها علاج الفجوات التنموية فى القرى الأكثر احتياجا، والتى شهدت ضخ ملايين الاستثمارات فى قطاعات الصحة والتعليم والبنية التحتية داخل 20 محافظة، ضمت 4584 قرية، و175 مركزا، و28000 توابع ما بين نجع أو كفر أو عزبة بواقع 58 مليون مواطن، وقد ساهمت المبادرة فى خفض معدلات الفقر للمرة الأولى فى تاريخ مصر.

لم يقتصر دور المبادرة على قطاع معين بل امتدت يدها لتصل إلى الصحة، إذ عمدت "حياة كريمة" إلى تحسين مستوى الخدمات الصحية المقدمة للمواطن من خلال إنشاء المستشفيات والوحدات الصحية، وتوفير الأجهزة الطبية، وتشييد وحدات إسعاف مجهزة، وتوفير الكراسى المتحركة، فضلا عن إطلاق القوافل الطبية فى شتى محافظات الجمهورية وبالأخص النائية للكشف والعلاج مجانا على المواطنين، وتحويل الحالات التى تستدعى إجراء العمليات الجراحية إلى أقرب المستشفيات لاستصدار قرارات من المجالس الطبية، وإجراء الجراحات اللازمة وتوفير العلاج على نفقة الدولة أو التأمين الصحى.

التعليم حياة

فى مجال التعليم الذى يعد أحد المحاور الرئيسية على أجندة عملها، عمدت المبادرة إلى إحلال وتجديد المدارس، وتطوير عدد من الفصول، وتشييد مدارس جديدة، ورفع كفاءة القديمة فى عدد من المناطق النائية بالقرى الأشد فقرا، من أجل تحسين مستوى التعليم وتوفير السبل لتقديم خدمة تعليمية أفضل للطلاب، بما يسهم فى رفع مستوى مهاراتهم وقدراتهم.

سكن كريم ومضيء

نجحت المبادرة فى تغيير شكل الريف المصرى للأفضل، حيث عملت تحت شعار "سكن كريم" على تحسين مستوى المنازل التى يقطنها آلاف الأسر فى القرى الأشد فقرا والأكثر احتياجا، انطلاقا من أن البيت هو الوحدة الأساسية التى تهم كل أسرة والأولى بالتطوير، وقد استهدفت المبادرة رفع كفاءة المنازل بشكل شامل، من خلال إصلاح البنية التحتية والتسقيف، ومد وصلات المياه والصرف الصحى، وتوصيل الكهرباء لتوفير سكن آدمى للأسر الفقيرة والمحرومة.

الانقطاع المستمر للكهرباء وانخفاض جهد الشبكات المغذية للكثير من القرى كان أحد المشكلات التى عانى منها أهالى تلك المناطق، لكنها أزمة باتت ذكرى، حيث جاء شعار "قريتنا منورة" تحت مظلة المبادرة لإدخال شبكات الكهرباء إلى عدد من القرى التى كانت تعانى عدم وجودها بصفة منتظمة، ورفع جهد الطاقة فى غيرها.

المياه أصل الحياة

تغير حقيقى لا يلمسه إلا المقيمون بالقرى التى تشهد تنفيذ مشروعات حياة كريمة، ففى الوقت الذى مثلت مشروعات المبادرة – خاصة مد شبكات الصرف الصحى - مشكلة لقاطنى القرى الذين وجدوا صعوبة فى التنقل نتيجة إغلاق بعض الشوارع الرئيسية إلا أن ذلك التوقف لم يدم طويلا ولم يتذمر المواطنون كثيرا منه، إذ جنوا ثمار ذلك المشروع الذى وقاهم الرائحة الكريهة وتآكل الأبنية التى كانت تتسبب بها خزانات الصرف المنفذة أسفل البيوت وفى الشوارع.

وعلى مستوى محطات مياه الشرب شهدت قرى المبادرة رفع كفاءة مختلف المحطات من خلال شد شبكات جديدة لدعم الموجودة، وإنشاء محطات لتنقية المياه وتطوير القائم منها، ولم تقتصر المبادرة على تغذية المحطات التابعة لشركات مياه الشرب فحسب، بل كان لها إسهام إنساني فى مد وصلات المياه إلى المنازل الفقيرة لرفع المعاناة عن قاطنيها.

الرياضة والثقافة 

لأن "الإنسان أولا" هى الاستراتيجية التى عملت من خلالها القيادة السياسية، كانت التوجيهات الرئاسية بالاهتمام ببناء الإنسان فى كل المجالات الثقافية والرياضية، حيث جاءت "حياة كريمة" حاملة معها الأمل لإنهاء معاناة قطاع كبير من المصريين فى قرى الريف لتشمل تشييد المكتبات الموجهة لكل الفئات من أطفال وشباب وكبار السن لاستعادة الثقافة المصرية ورغبة المواطنين فى الاطلاع والبحث عن المعرفة، كما عمدت إلى تشييد مراكز الشباب وتطوير القائم منها فى مختلف المحافظات إيمانا بأن العقل السليم فى الجسم السليم. 

حلم الجمهورية الجديدة

بعد سنوات من المعانة وانعدام المقومات الأساسية، جاء المشروع الرئاسى لتطوير الريف المصرى بمثابة قبلة حياة لقرابة 60 مليون مصرى، إذا أحدث نقلة نوعية وطفرة شاملة للبنية التحتية والخدمات الأساسية بالقرى الريفية المنتشرة عبر أنحاء الجمهورية، بجانب الارتقاء بجودة حياة المواطنين الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وإحداث تغيير إيجابي في مستوى معيشتهم وخلق واقع جديد من التنمية الشاملة المستدامة لهذه التجمعات الريفية المحلية.

ولم تقتصر التنمية المستدامة الشاملة على تطوير البنية التحتية أو تبطين الترع - والذى يعد المشروع الأكبر والأكثر قبولا من المواطنين - بل يهدف المشروع إلى توفير فرص عمل تتلاءم مع طبيعة الأماكن في القرى المصرية وثقافة الأشخاص القاطنين بها، ولهذا أدرجت مبادرة "حياة كريمة" قطاع متنوع يسمى "المشروعات التنموية" للفئات المستهدفة لتمكينهم اقتصاديا وتوفير فرص عمل مستدامة لهم، وإنشاء المشروعات التنموية المختلفة والمتعددة والتي يتم اختيارها بناء على هوية القرى وثقافة أهلها المهنية ومهاراتهم الحرفية.

مساعدات إنسانية

استمرارا للدور الإنسانى للمبادرة، جابت فرقها الميدانية مختلف محافظات مصر لعمل حصر بالأسر الفقيرة والمستحقة للدعم، لتقدم لأفرادها مساعدات عينية تمثلت فى مفروشات تقيهم برودة الشتاء، ومواد غذائية تساعدهم على مواجهة ارتفاع أسعار السلع، بل قدمت المساعدات المالية للعديد من الأسر، وكفلت أبناءها تعليميا لمواجهة التسرب من التعليم والذى يعد المشكلة الأكبر التى تواجه الأسر الفقيرة فى المناطق الأشد احتياجا، كما كان للمبادرة دور فى تجهيز اليتيمات، وشراء الأدوات المنزلية والأجهزة الكهربائية للمحتاجين الذين نجحت فى رفع كفاءة منازلهم أو بنائها.

كتفx  كتف 

تعد مبادرة "كتف فى كتف" التى استضاف احتفاليتها استاد القاهرة فى السابع عشر من مارس الماضى أكبر حدث وأضخم مبادرة حماية اجتماعية في تاريخ العمل الأهلي التنموى.

انطلقت المبادرة تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي، وبمشاركة نحو 50 ألف متطوع، وقد استهدفت المبادرة تعبئة أكثر من 4 ملايين صندوق من المواد الغذائية وتوزيعها بكافة ربوع الجمهورية على الفئات الأولى بالرعاية والأسر الأكثر احتياجا للتخفيف من آثار الأزمات الاقتصادية المتلاحقة عالميا، والتي خلفت موجات من التضخم وارتفاع الأسعار.

ابدأ.. شراكة وتفاعل

تعد المبادرة الوطنية لتطوير الصناعة المصرية "ابدأ" والتى تم تنفيذها بالتعاون مع مؤسسة حياة كريمة خطوة للبناء على الإنجازات الضخمة فى البنية التحتية وشبكات الطرق ومشروعات النقل وتطوير المطارات والموانئ وشبكات الكهرباء بما يكفل تغطية التوسعات المستقبلية وإنشاء مدن جديدة ومجمعات صناعية وخدمية ومراكز لوجستية، حيث هدفت إلى الاستفادة من كافة جهود الإصلاح الاقتصادي لتحسين مناخ الاستثمار وممارسة الأعمال ودعم كافة جهات الدولة للصناعة والتصدير.

وبحسب الموقع الرسمى للرئاسة فقد هدفت المبادرة إلى توطين الصناعات الحديثة وتقليل الفجوة الاستيرادية وتوفير فرص عمل وهو ما يتكامل مع الأهداف الوطنية للدولة المصرية وجهودها نحو تحقيق النمو الاقتصادي والاجتماعي المستدام، وتوفير حلول الطاقة النظيفة، والابتكار في المجال الصناعي، والاستهلاك والإنتاج بشكل مسئول.

الأسرة على رأس الأولويات

على الرغم من أن خصائص السكان أحد عوامل قوة الدولة، إلا أن القضية السكانية مثلت عائقا للحكومات المتعاقبة، وعقبة حالت دون تحقيق أى تنمية حقيقية على أرض الواقع، لكن السياسة التى تنتهجها الجمهورية الجديدة سعت إلى تحويل النمو السكانى إلى عامل لتحقيق النهضة والتنمية وذلك من خلال إدارة القضية من منظور تنموي وحقوقي، فتحقيق التنمية لا يمكن أن يتم في ظل النمو السكاني المرتفع، كما أنها لن تتأتى إلا من خلال تنمية الأسرة وخصائص السكان، لذا أطلقت الدولة مشروعها القومى "تنمية الأسرة" والذى بدأ تنفيذه منذ عام 2021 والمقرر الانتهاء منه مع نهاية العام الجارى، وقد حدد المشروع حوافز مادية لتشجيع الفئات المستهدفة بالالتزام بالخطط الموضوعة. 

وتضمن المشروع محاور خمس أساسية، جاء التمكين الاقتصادى فى مقدمتها، أعقبه التدخل الخدمى، ثم  المحور الثقافي والتوعوي والتعليمي، والتحول الرقمى، ثم المحور التشريعي، وأخيرا برنامج الحوافز الإيجابية. 

تكافل وكرامة

تحت مظلة تطوير شبكات الأمان الاجتماعى أطلقت وزارة التضامن الاجتماعى برنامج تكافل وكرامة، وهو برنامج للمساعدات النقدية المشروطة تقدم للأسر الفقيرة والأكثر احتياجا، وشمل البرنامج الأسرة والطفل والمرأة وذوي الإعاقة والمسنين والشباب، ومؤخرا أعلنت الوزارة عن ضم المرأة المعيلة والطلاب مهجورى العائل ليستفيدوا من الإعانات التى يقدمها البرنامج.

وبحسب بيان رسمى أعلنته د. نيفين القباج، وزيرة التضامن الاجتماعى فإن عدد المستفيدين من البرنامج تجاوز 4 مليون أسرة، بواقع 20 مليون مواطن، مع زيادة قيمة الدعم بنحو 25%من أصل قيمة الدعم ليصل المتوسط إلى 600 جنيه شهري.

المصدر: كتب: محمد الشريف
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 365 مشاهدة
نشرت فى 27 يوليو 2023 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,582,522

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز