سماح موسى
التعليم هو أحد الأعمدة القوية التى تقوم عليها الجمهورية الجديدة التى تهدف إلى بناء الإنسان وتزويده بكافة وسائل التعلم الحديثة ومنها التعليم الإلكترونى والمنصات التعليمية التى أطلقتها وزارة التربية والتعليم الموجهة إلى جميع المراحل التعليمية بدءا من رياض الأطفال وحتى المراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية، كما تشمل ذوى الاحتياجات الخاصة والتعليم المجتمعى لتوفر تدريبا للطلاب على مخرجات التعلم من خلال فيديوهات تعليمية ونماذج استرشادية للامتحانات، بالإضافة إلى تمارين مكثفة على كل وحدة في المقرر.
حول أهمية المنصات التعليمة فى تطوير المنظومة التعليمية ومواجهة الدروس الخصوصية، وكيفية استفادة الطلاب منها لتحقيق التفوق والنجاح التقت "حواء" مجموعة من خبراء التعليم فكانت هذه السطور.
في البداية تقول أسماء محمد، أم لطالبة في الصف الرابع الابتدائي: الكل يعرف أن منهج الصف الرابع الابتدائي متطور ويحتاج إلى مجهود كبير جدا، أعتقد أن المنصة التعليمية أفادتني وابنتي، نلجأ إليها في فهم الدروس المعقدة، حتى أنا عند مذاكرتي لها يوجد أشياء جديدة علي بدلا من الرجوع إلى مدرس المادة أستعين بالمنصة.
أما محمود السيد، 40 عاما، أب لولدين أكبرهما بالصف الأول الإعدادي والأصغر في الصف الخامس الابتدائي فيقول: المنصة التعليمية الرسمية وفرت لي الكثير من المال بدلا من الاعتماد على الدروس بشكل كامل، أصبحنا نقاسم المواد بين مراكز الدروس الخصوصية والمنصات التعليمية، لكن أرى أنه لا غنى عن التفاعل المباشر بين الطالب والمعلم.
فكرة إبداعية
يقول د. حسن شحاتة، أستاذ المناهج بكلية التربية بجامعة عين شمس: المنصات التعليمية الإلكترونية فكرة إبداعية تحقق أكثر من هدف؛ أهمهما تقديم معلومات وتدريبات وأنشطة مجانية للطالب والمعلم دون مقابل مادي رغم أنها تكلف الدولة مبالغ طائلة، والمعلومات التي تقدم عبر المنصة التعليمية الرسمية التفاعلية موثقة وتحت توجيهات وزارة التربية والتعليم وتمت مراجعتها، فضلا عن أنها تحارب الدروس الخصوصية وتوفر مبالغ كبيرة جدا على أولياء الأمور وجهد ووقت سواء لإرسال أولادهم لمراكز الدروس أو استقبال المعلم في المنزل، كما تتيح تواصل الطالب في أي وقت من المعلم وتكرار الشرح أكثر من مرة ما يسهم في تثبيت وتوضيح المعلومات، بجانب أنها تقدم نماذج للامتحانات خاصة في الشهادات المختلفة سواء الابتدائية أو الإعدادية أو الثانوية العامة.
ويضيف: تقوم المنصات التعليمية بدورين، أولهما التعليم حيث إنها تقدم بواسطة أساتذة متخصصين وأساليب تربوية حديثة بطريقة ممتعة للطالب، بالإضافة إلى التقويم حيث إنها توفر للطالب تدريبات وأنشطة امتحانية سليمة تتفق مع توجهات وزارة التربية والتعليم.
أما عن عيوبها فيرى د. شحاتة أن المنصات التعليمية الإلكترونية ليس لها عيوب تذكر، غير أن المشكلة فى من يتعامل معها من الطلاب وأولياء الأمور، أولها رفض الطلبة التعليم عن بعد والاعتماد على التعليم المباشر، وتعود أولياء الأمور والطلبة على الأساليب التقليدية الموجودة داخل مراكز الدروس الخصوصية، حيث تتلخص فكرتهم فى أن التعليم للامتحان فقط وليس للحياة، فطريقة التعليم بالنسبة لهم قائمة على الحفظ والتلقين وليس الإبداع بعكس ما توفره المنصات التعليمية من تقديم معلومات ومناقشة الطلبة وإعطاء بدائل واختيارات وتدريبات تساعدهم على إبداء آرائهم والتحليل.
ليست كافية
أما د. محمد عبد العزيز، أستاذ العلوم والتربية جامعة عين شمس والخبير التربوي فينحاز إلى التعليم المباشر وما يوفر من تفاعل بين الطالب والمعلم، ويقول: على الرغم مما تقدمه تلك المنصات وإقبال الكثير من أولياء الأمور عليها، إلا أننى أرى أن العملية التعليمية لها جانب تربوى يشتمل على سلوكيات ومهارات لا يمكن تعلمها إلا من خلال التفاعل المباشر بين الطلاب ومعلميهم، ولأن تعليم القرن 21 قائم على المهارات والممارسات فلابد من عدم التوسع في عملها ووجود رقابة من الدولة وتوصية للقائمين على العملية التعليمية على المنصات الخاصة حتى لا تتحول السناتر بدلا أن كانت أمام مرأى منا ونقوم بعمل ضبطية قضائية ضدها إلى منصات إلكترونية ولا يكون هناك سيطرة عليها.
وتقول د. هبة الصباحي، الخبير التربوي والأسري: التعليم الإلكتروني له مميزات كثيرة جدا في مقدمتها أنه تغلب على المشكلات الجغرافية وبعد المسافات، كما وفر المال -الدروس الخصوصية وشراء كتب خارجية- والجهد، فضلا عن الوقت، حيث أصبح العلم متاحا في أي وقت، بجانب تقديم مادة علمية مفلترة خصبة ثرية.
أما عن عيوبه فترى د. هبة أن الاعتماد على المنصات له عيوب أهمها؛ أنه يفصل الطالب عن المجتمع فيصبح إنسانا آليا يتعامل مع الآلة بسهولة، فضلا عن أن ليس كل الأماكن والأسر لديها البنية الأساسية والتحتية لشبكات التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى غياب الرقابة الأبوية عليها وعدم وجود حافز للطالب للتحكم في الوقت الذي يقضيه أمام الإنترنت، فضلا عن أن بعض المدارس تفتقر إلى تعليم الطالب والمعلم بكيفية التعامل مع تلك المنصات، من ناحية أخرى فإن بعض المعلمين يتعمدون إبعاد الطلاب عن تلك المنصات حتى لا يستغنوا عن الدروس الخصوصية.
وتختم د. هبة حديثها قائلة: المنصات الإلكترونية مهمة جدا، لكن تحتاج إلى بنية تحتية تدعمها، وفي النهاية أصبحت الدول المتقدمة هي التي تمتلك المعرفة وتوظفها التوظيف السليم، لذا لابد من تدريب النشء على كيفية التعامل مع هذه اللغة الجديدة من خلال الإنترنت حتى يكونوا النبت الصالح الذي تنتظره مصر حتى نكون في مصاف الدول المتقدمة.
ساحة النقاش