نجلاء أبوزيد
للحياة الزوجية خصوصيتها أيامها الحلوة وأيامها الصعبة، حكايتها التى نحكيها والتى نكتمها، ومواقفها التى تحتاج منا قرارات كثيرة بعضها نرضى عنه وبعضها الآخر تضطرنا الظروف له، وما بين كل هذه الأمور المتشابكة فى حياتنا داخل بيوتنا نحتاج من يسمعنا، من يساعدنا، من نفضفض له دون حرج ليساعدنا فى اتخاذ قرار، وفى هذا الباب نستمع إلى مشكلاتكم ونقدم حلولا قد تساعدكم فى اجتياز هذه المواقف الصعبة.
البيت المزيف
حدثتنى بصوت تملأه الدموع وقالت أعيش فى بيت لم يعرف يوما السعادة لكنه بيت مستقر ومحترم فى عيون كل المحيطين بنا لكنى وشقيقى الأصغر نعرف جيدا أن كل ما يراه الناس ما هو إلا شكل خارجى، فأبى وأمى منفصلان منذ أن كنت فى الشهادة الإعدادية، وقبلها كانت مشاجراتهما لا تتوقف، لكن بعد الانفصال أصبح لكل منهما حياته وغرفته، ولم أستوعب أمر انفصالهما سريعا، لكن بعد أن فهمت عشت الواقع واعتبرت أن هذا أمر يخصهما، والآن بعد تخرجى والتحاقى بالعمل عرض علي زميل الارتباط وأبديت موافقة مبدئية جاء على أساسها مقابلة والدى، وبعد أن اتفقا على الأمور العامة شعرت بالخوف وقررت الاعتذار له قبل إحضار أسرته، فغضب منى وحكى لزملائنا والجميع، اتهمنى بالغرور وقلة الذوق، ولم أغضب منه لأنى أعلم أنه على حق، وكان الأولى أن أرفضه قبل سماحى له بمقابله أهلي، ومضى وقت وفوجئت بان صديقة عمرى تخبرنى بحب شقيقها لى منذ طفولتنا وأنه لم يتكلم إلا بعد ان أصبح يليق بى وبعائلتى التى يراها الجميع عائلة محترمة،وهنا بدأت معاناتى أخشى السماح له بمقابلة والدى ثم أتراجع خوفا من الزواج لأنني إن فعلت هذا سأخسر صديقة عمرى، بالإضافة لأنني فعلا أريد الخروج من هذا البيت المزيف لكنى خائفة أن أعيش نفس الظروف، فالحياة فى بيت منفصل فيه الأبوان شيء صعب جدا لن يعرف مدى قسوته إلا من عاش فيه، فماذا أفعل الآن؟
دينا
من الواضح أنك عشت تجربة أسرية صعبة جدا خالية من مشاعر المودة والرحمة، لكن يجب ألا تجعليها تقضى على ما هو قادم من حياتك فأنت لم تعودى طفلة لكن شابة فى مقتبل الحياة، وإذا كانت تجربة والديك جعلتهما يختاران الانفصال مع العيش فى بيت واحد فمن المؤكد أن لديهما الأسباب التى دفعتهما لذلك، وربما كان من بينها الحفاظ على الشكل الاجتماعى لك ولشقيقك، وربما لم يدركا الأثر النفسى لفكرة الانفصال عليكما، لكن لا تجعلى نفسك أسيرة تجربة تخص والديك بل عيشى تجربتك الخاصة دون أحكام مسبقة، ومن الجيد اعترافك بخطأ ما فعلتيه مع زميلك فى العمل وحرصك على عدم تكرار الأمر مع شقيق صديقتك، والحل هنا لا يكون أبدا برفض الموضوع من بدايته خوفا من ألا تتمكنى من إكماله لكن بمواجهة مخاوفك، قابلى شقيق صديقتك وتحدثى معه، وإذا شعرت بقدر من القبول وافقى على الارتباط واعتبرى فترة الخطوبة الرسمية فرصة لاكتشاف مدى التوافق بينكما، وإذا شعرت بالراحة تزوجيه ولا تجعلى الماضى يقضى على مستقبلك، لكن اذا وجدت أن نقاط الاختلاف أكبر لا تكملى الارتباط المهم أن تمرى بالتجربة كاملة وأن يكون قرارك خاص بك وليس بظروف أسرتك.
حياة جديدة
أبلغ من العمر 40 عاما، طلقت منذ عدة سنوات لعدم الإنجاب، وتقدم لى شخص على خلق أرمل ولديه طفل عمره عامين وطفلة عمرها 6 أشهر توفت والدتها بعد إنجابها، أشقائي يخوفوننى من الارتباط به لأنى سأتحمل مسئولية أولاده، ووالدتى تريدنى أن أظل معها لأخدمها فهى أولى من خدمتى لأبناء الغريب، صديقاتى يقنعننى بتجربة الأمر حتى لا أندم عندما أكبر، وأنا فى حيرة شديدة وأريد من يساعدنى فى اتخاذ قرار مصيرى.
فايزة
أعتقد أن الأمر يحتاج منك جلسة مصارحة مع النفس، لقد طلقت منذ عدة أعوام عشت خلالها فى بيت والدتك، فما هى طبيعة حياتك خلال هذه السنوات؟ وهل كنت راضية عنها أم كنت تحلمين بالبيت والأسرة؟ من الطبيعى أن تشعرى بالخوف من التجربة الجديدة ولكن هل تجعلين خوفك يحرمك من الدخول فى حياة جديدة ربما تكون تعويضا لك عما عانيته سابقا بسبب عدم الإنجاب، وفيما يخص الخوف من المسئولية فأى أم هى مسئولة عن أولادها، وطالما والدتهم متوفية فستكونين بمثابة أمهم الحقيقة لأنهم صغار جدا، وإذا قدمت لهم حب الأم ستحظين عندما تكبرى فى العمر ببر الأبناء ولكن إذا كنت لا تحبين الأطفال أو بطبيعتك تنزعجين من كثرة طلباتهم فالأفضل عدم الدخول فى التجربة أساسا، لكن إذا كان خوفك من فكرة المسئولية فقط فادخليها وسيوفقك الله، وفيما يخص أشقائك ووالدتك فالجميع يرونك الحل الأمثل للاعتناء بالأم، لذا لا تجعلى رأيهم يؤثر عليك واحرصى على استمرار اهتمامك بوالدتك ولكن كأي ابنة متزوجة ولها بيت وأسرة.
صلة رحم
أتعجب من الرغبة فى الاستحواذ التى تسيطر على الكثير من الفتيات عند الارتباط وشعورها أنها فى معركة مع أهل زوجها منذ اللحظات الأولى والشاطر هو من يجذبه ناحيته مع أن الأمر أبسط وأسهل، فالفتاة عليها أن تدرك أن زواجه لا يعنى أنه لم يعد له أهل وأن زوجته هى كل ما لديه بل الواقع أنه أصبح لديه عائلتان ودوره أن يكون واصلا للرحم مع كليهما وألا يجعله الزواج ينسى شقيقته أو أمه، وكذلك ألا تحاول أمه أن تقلل من شأن زوجته أو أهميتها فى حياته، والرجل الذكى هو الذى يستطيع أن يصل رحمه بشكل عادل يبعده عن أى مشاكل أو صراعات وأن يشعر كل طرف أن له مكانة خاصة به لا تتعارض مع مكانة الطرف الثانى وألا يكون هو نفسه سببا فى حدوث المشاكل بين زوجته وأمه، فإذا أعطى كل واحدة حقها لن يسمح بأى تجاوز وسيكون واصلا للرحم سعيدا فى حياته.
ساحة النقاش