سمر عيد

قال مواطنو عدد من المحافظات لـ "حواء" إن حزمة الإجراءات الأخيرة تثبت أن الرئيس السيسي يتابع ويقدر أحوال الناس وظروفهم المعيشية ويسعى لتخفيف الأعباء عنهم قبل شهر رمضان المبارك بعدما ارتفعت أسعار معظم المنتجات الغذائية والحياتية، كما تؤكد حرص سيادته وانحيازه الدائم للمواطنين وخصوصا الأكثر احتياجا، وأنه يضع المواطن البسيط نصب عينيه، كما أشاروا إلى أن رفع الحد الأدنى لكل الفئات وزيادة المعاشات يوضح أن الدولة تهتم بجميع فئات العاملين بالجهاز الإداري في الدولة دون التمييز بين أحد منهم ما يعد تحصينا جيدا للمواطنين في ظل الأحداث التي تمر بها مصر والعالم كله.

البداية مع نيفين أحمد، أخصائية اجتماعية بإحدى المدارس الحكومية والتي شكرت الرئيس على زيادة المرتبات ورفع المعاشات، وتناشد التجار بعدم رفع أسعار السلع حتى يشعر الموظف بزيادة راتبه.

أما هدى عبدالحليم، موظفة على المعاش فترى أن زيادة المعاشات ستمكن كبار السن من شراء أدويتهم بسهولة سواء من خلال التأمين الصحي أو من خارجه، وتضيف: أمكث مع ابنتي وزوجها وهما يرفضان أن أدفع أية أموال في الطعام والشراب والعلاج لذا سأقوم بعمل شهادات استثمار بنقود المعاش باسم أحفادي، وسأستغل أية زيادة بالأوعية الادخارية وهذا من شأنه أن يرفع من أرصدة البنوك المصرية وكذلك يعود بالنفع على صاحبها فيما بعد من خلال جنيه لأرباح شهادات الاستثمار.

ويشكر طلعت مصطفى مدرس كيمياء بإحدى المدارس الحكومية الثانوية الحكومة على رفع أجور المعلمين والاهتمام بكادر المعلمين والعمل على رفع أجر المعلم لإعلاء شأنه لكنه ينتقد ربات المنازل في استغلال زيادة المرتبات قائلا: المشكلة الحقيقية أن أغلبية الزوجات ما إن يعرفن بزيادة المرتبات حتى يخططن للقيام برحلة للمصيف، وشراء فرش ومستلزمات للمنزل، لذا أفضل الدخول بمبلغ الزيادة في جمعية تعود بالنفع على الأولاد والدراسة وشراء الكتب ومستلزمات المدارس أو تسديد قروض وديون لمن اقترض لشراء منزل أو سيارة أو عفش أو غيره ،علينا أن نعلم زوجاتنا وأبنائنا أهمية الادخار.

ويرى أمجد حسن موظف على المعاش أنه ينبغي تفعيل الرقابة على الأسواق بالتزامن مع زيادة أجور العاملين بالدولة ويقول: يعرف مع الأسف التجار بزيادة أجور الموظفين والمعاشات فيهرعون إلى زيادة أجرة الميكروباص وإلى زيادة أجرهم على أية خدمة يقدمونها ومع كل سلعة يبيعونها للناس، وبالتالي ربما لا يشعر بعض الناس بهذه الزيادة، لذا أطالب الحكومة بتشديد الرقابة على من يستغلون رفع الرواتب والمعاشات ليرفعوا قيمة سلعهم وخدماتهم حتى يشعر الناس بهذه الزيادة.

مقاطعة السلع التي سيتم رفع سعرها

تؤكد د. سامية عبدالمطلب، أستاذ الاقتصاد المنزلي على أهمية تثبيت أسعار السلع والخدمات حتى يستطيع الناس الاستفادة من هذه الزيادة، وتقول: هناك سلع ترفع أحيانا بطريقة غير مبررة؛ فإذا كانت السلعة يمكن الاستغناء عنها كالسجائر والقهوة والشاي وغيرها فيلزم مقاطعتها، كما ينبغي أن يكون لدينا ثقافة البدائل؛ بمعنى أن السلعة التي سيرفع التاجر سعرها لابد أن أضع بدائل لها إذا كانت أيضا سلعة أساسية؛ لأننا إذا اشترينا السلعة بعد رفع سعرها فنحن سنشجع التاجر الجشع على جشعه، وأيضا لن نشعر بقيمة الزيادة في الأجور، وأدعو ربات المنازل إلى ادخار هذه الزيادات بفتح حسابات بنكية وشراء شهادات استثمار ذات عائد شهري أو نصف سنوي لأن ذلك سينفعهن وينفع أبنائهن فيما بعد، وأوجه نصيحة لأصحاب المعاشات أيضا بعدم الاعتماد فقط على المعاش حتى ولو زادت قيمته فكل من لديه قدرة بدنية وعقلية على العمل يستطيع العمل حتى بعد الخروج على المعاش لأن ذلك من شأنه أن ينشط مادياته وأيضا نفسيته، ويمكن استغلال زيادة المعاشات بعمل مشاريع من المنزل خاصة للسيدات مثل شراء ماكينة خياطة والعمل عليها لكل السيدات اللواتي كبرن في العمر ولا يستطعن الحركة، ومشروع صناعة الحلويات (والجاتوهات) بالمنزل لمن لديهن القدرة ومشروع التطريز أو العمل على الانترنت أو التدريس.

حياة كريمة

تثني د. نورة رشدي، أستاذة الخدمة الاجتماعية ووكيلة معهد الخدمة الاجتماعية على قرار رفع الأجور وتقول: رفع الأجور من آن لآخر خطوة مهمة على المستويين الاقتصادي والاجتماعي؛ فكلما زاد دخل الفرد شعر بعدم النقصان في أي شيء يحتاجه وأنتج أفضل، وكلما وجد أي عامل أجرا مناسبا يمكنه من العيش بكرامة دون الحاجة للسلف أو الاقتراض أو العمل بأكثر من عمل كي يوفر لقمة العيش لأبنائه زاد إخلاصه لمكان العمل والمجتمع والوطن.

وتتابع: استغلال أية زيادة بالراتب أو المعاش لتحسين نمط الحياة ليس عيبا مطلقا فما المانع أن أشتري بهذه الزيادة تكييف هواء يساعدني أن أتأقلم مع الأجواء الحارة؟، وما المانع أن أذهب للمصيف؟، وما المانع أن أشتري لي ولأبنائي ملابس وأحذية؟، لكن علي أن أشتري المنتج المصري؛ لأن هذه النقود ستذهب إلى تاجر آخر فسيرفع أجر عامل آخر أو موظف آخر مصري وسيعود ذلك علينا بالنفع، لكن التركيز على الترفيه وشراء الكماليات في الواقع لا يحسن من جودة حياة المواطن بقدر ما يحسنها الادخار والاستثمار حتى ولو على فترات طويلة، وأخيرا لا يسعنا إلا شكر سيادة الرئيس والحكومة المصرية على سعيها لرفع متوسط دخل الفرد في مصر لتحقيق الحد الأدنى من الحياة الكريمة كي نعيش جميعا على أرض هذا الوطن بكرامة وعزة ورخاء، ونحقق التنمية المستدامة بما يتواءم مع استراتيجية 2030 للنهوض بمصر بمختلف القطاعات، وأفضل استثمار تحققه أية دولة هو الاستثمار في أبنائها ورفع كفاءتهم وإنتاجهم ولن يتأتى ذلك إلا بالاهتمام بهم صحيا وغذائيا واقتصاديا وتعليميا.