الفنانة ميرفت رفعت فى معرضها«الباب المغلق» ..

 

كتب : صلاح بيصار

وتحقق الأمل!!جاء معرض الفنانة ميرفت رفعت «سر الغريب» .. والذى اشتمل على أكثر من 30 لوحة تنوعت فى مقاساتها .. بألوان الباستيل الطباشيرية التى تمرست فيها وجسدت من خلالها ملاحم تشكيلية .. جاء ليؤكد بأن الفن يحمل القدرة على التنبؤ .. ويحمل الأمل أيضا من أجل حياة أفضل .. هذا الأمل الذى تحقق مع ثورة الخامس والعشرين من يناير 2011 .. فأعمالها بالمعرض تنتمى لما قبل الثورة وما بعدها .. تنتمى لهذا التعطش للحلم .. والتحفز والتوثب نحو تحقيقه .

وميرفت رفعت بعد أن انقطعت السبل .. قدمت لوحتها البديعة «باب بلا مفتاح» تحمل الأمل واليأس فى وقت واحد .. وقد جسدت تلك الفتاة الحسناء والتى تدق على الباب .. بعد أن فقدت المفتاح .. وهل يستجيب القدر .. هكذا كانت تهفو .. وهكذا فتح الباب على مصراعيه بعد طول انتظار .. فتح باب ثورة شباب مصر والتى تحولت إلى ثورة شعبية حملت معها رياح التغيير .. والقضاء على الفساد .

ورغم أن الفنانة فى كل أعمالها .. تتميز بتلك المساحات من الشاعرية والتفاؤل والاشراق .. إلا أنها أيضا وفى هذا المعرض والذى أقيم بقاعة سلامة .. تحمل هموم مجتمعها ولكن بشكل رمزى .. وتجسدها بشاعريتها .. تنقلنا إلى مرفأ حالم .. وتنتقل بنا إلى واحة غناء من المشاعر .. البطل فيها مثل كل مرة حواء .. والتى تجسد من خلالها مساحات من التعبير الإنسانى .. تفيض بالرقة والعذوبة والشجن .

 سر الغريب

ولوحات ميرفت رفعت مع تميزها بالأناقة فى التعبير .. تجسد الحلم .. وتجسد اسطورة الإنسان .. إنسان العصر الحديث .. تحلق معه فى حالات وآفاق واكوان جديدة .

تقول : جاءنا غريب .. ولم نعرف من هو ولا من أين جاء وكان فى عينه سر دفين وروحانية .. تفيض بالطهر والنبل والنقاء .. ولما سألناه ظل صامتا .. كأنه مختبىء فى ركن قصى من الحياة .. وكان يبدو عليه أنه مشى وحيدا فى رحلة طويلة حاملا حلمه الذى لم يتحقق ومرسى لأمل العابر وظل يطرق بابا بلا مفتاح .. لعله يجد وسيلة لفتحه ولما رفع ذراعيه إلى السماء ضارعا .. نزلت عليه حفنة صغيرة من اشعة القمر والنجوم .. فظن فى البداية أن حلمه قد تحقق ونظر يكشف الخريطة .. ولكن طال انتظاره وظل مؤرقا فى هدوء الليل .. وبعد رحلة طويلة مع الحياة ولما أدركنا كان قد وصل إلى الباب .. وهو باب الحديقة ومعه مفتاح السر .. وإذا بنا فى دنيا جديدة .. جنة أرضية .. يجرى فيها نهير صغير .. يطير فيها حمام هادىء يعنى السلام يأكل من يد فتاة فيها ضوء الروح .. وقد انسابت من السماء قطرات ماء الحب والحياة والرحمة .. وتلك الرحلة كان على الإنسان أن يقوم بها .. الإنسان المصرى وحده فى صمت .. انها رحلة شاقة داخل النفس أولا .. ثم خرجت إلى النور .. فكانت رحلة البشر كل البشر على أرض مصر .. رحلة نحو النور والحرية والغد الأفضل .. بعيدا عن سموم الفساد وبعد أن رحل بلا رجعة من أجل الأجيال الجديدة .

 الحلم والواقع

وقد قدمت ميرفت فى أعمالها مساحة تجسد الحلم وتهفو إلى تحقيقه .. حتى تم لها ذلك وتحقق فى الواقع .

وليس أجمل من تلك اللوحة التى تصور فتاة غارقة فى التأمل .. مسكونة بالتفكير والبحر من ورائها .. ثائر .. غاضب يفور بالزبد .. حول منارة .. تعد بمثابة المرشد الذى يحمل الطريق الحقيقى والاتجاه الصحيح .. وقد تطاير شال الفتاة فى الهواء تأكيداً على ما تعيـشه من أنواء.

وفى لوحة أخرى تصور فتاة بحزام اسود ورداء من الأبيض والبرتقالى تحمل سلة من الفاكهة وفى الخلفية اشجار جرداء عارية حتى من الأوراق والثمار .. وكأنها هنا تؤكد على الأمل فى الأشجار بعد طول انتظار .

وفى شاعرية شديدة .. تصور أخرى غارقة فى التأمل تمسك بوشاحها فى فضاء شاعرى .. رمادى مشبع بحمرة خفيفة .. مع شجرة تطل فى عمق اللوحة.

فى أعمال ميرفت رفعت نلتقى مع مشاعر واحاسيس حواء .. بين الحلم والواقع .. وبين اليأس والرجاء .. والتشاؤم والتفاؤل وربما كانت لوحتها التى جسدت فيها فتاة برداء ازرق والبحر فى الخلفية وهى جالسة على صخرة تمسك بورود من الأحمر الهادىء ورأسها متوج بورود أخرى .. فى إيقاع شديد الرومانسية .. ايقاع شاعرى أخاذ .. إيماءة إلى الحلم الذى تحقق .

لقد شكلت الفنانة ميرفت رفعت مساحات من النور والاشراق مع ثورة الشباب والتى سوف نعيش معها الحياة بمعناها الحقيقى والتى تكمل فيها الاشياء روعتها واناقتها مع الإنسان من جديد .

تحية إلى «سر الغريب» الذى عاد ومعه الأمل والخير والحب والسلام .

توزيع جوائز صالون الفن الخاص

أقام مركز سعد زغلول الثقافى «متحف بيت الأمة» حفل توزيع جوائز الدورة الثالثة لصالون الفن الخاص فى اطار اهتمام الحكومة المصرية الحالية بذوى الاحتياجات الخاصة وقام بتوزيع الجوائز الدكتور عماد أبو غازى وزير الثقافة ود. أشرف رضا رئيس قطاع الفنون التشكيلية فى الحفل الذى أعده الفنان طارق مأمون مدير المركز .

وكانت الجائزة الأولى مناصفة فاز بها الفنان رضا أحمد فضل والفنان محمد محمود والثانية مناصفة فاز بها الفنان أحمد ناجى والفنان عماد موسى والثالثة مناصفة فازت بها الفنانة دينا السيد حامد والفنان حامد عبدالرحمن بالأضافة إلى العديد من الجوائز الخاصة وشهادات التقدير .

 

 

 

 

المصدر: مجلة حواء- صلاح بيصار

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,815,410

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز