كذبة بيضاء
كتبت :مروة لطفي
لأنني لا أعترف بالحياة دون حب قررت لملمة جميع القضايا العاطفية الخاسرة لنتشارك سوياً فى الدفاع عن أصحابها علنا نجد وسيلة لإنارة الطريق أمام جميع القلوب الحائرة في انتظار رسائلكم علي عنوان المجلة أو عبر البريد الإلكتروني
marwamlotfy@ hotmail. com
ü والدى حارس عقار إحدى العمارات بالمهندسين أما والدتى فتعمل خادمة بنفس العقار .. لهذا يعطف على السكان ويعطوننى ملابسهم القديمة، الأمر الذى يخفى تدنى مستواى الاجتماعى، مما ساعدنى على إخفاء واقعى عن زميلاتى فى المدرسة على الرغم من أن مشكلتى حينذاك لم تكن كبيرة لتقارب المستويات بالمدارس الحكومية، إنما بدأت أزمتى الحقيقية عند التحاقى بالجامعة لتفاوت المستويات الاجتماعية والمادية بين الطلبة .. ونظراً لسكنى فى غرفة ببدروم بإحدى عمارات المهندسين استغليت ذلك فى الكذب الأبيض، وانتحلت صفة أننى بنت أحد سكان العقار الذى يخدم فيه والدى لكن لا أعرف كيف سيكون الحال لو تقدم أحد للزواج منى؟!
ن.ش «المهندسين»
- على الرغم من أننا نعيش مجتمعا ملىئا بالتناقضات من غنى فاحش إلى فقر مدقع، وما ينجم عن تلك المتناقضات من مشاكل نفسية، إلا أن ذلك لا يعنى أن تدخلى نفسك فى دائرة كبيرة من الكذب الاجتماعى، الذى تطلقين عليه كذباً أبيض .. فأزمتك ليست فى عمل والدك المكافح بل فى ثقتك فى نفسك ورفضك الداخلى لظروفك، وقد بدا ذلك بوضوح منذ نعومة أظافرك خلال دراستك المدرسية لتزداد حدة أزمتك عند الالتحاق بالجامعة، لهذا عليك النظر لإيجابياتك بدلا من التركيز على السلبيات .. فكم من أبناء فقراء وصلوا لأعلى المراكز وأجبروا الجميع على احترامهم، وكم من «أبناء ذوات» فشلوا حتى فى الحصول على شهادة جامعية.
وتذكرى أن احترام الناس لظروفك يأتى من احترامك لنفسك وأسرتك وتفاخرك بوالدك المكافح .. فإذا نظرت له نظرة اعتزاز، انعكست رؤيتك على المحيطين بك وتخلصتِ من عقدتك النفسية .. أما إذا حدث العكس فسوف تعيشين أسيرة لظروفك .. ووقتها فقط سوف تفقدين احترام الآخرين وقبلهم احترامك لنفسك
ساحة النقاش