المعادلة الصعبة
كتب :محمد الشريف
وضع الإسلام القواعد الثابتة للحياة الزوجية، وأحاطها بكل عناية، فلم يترك جانباً إلا تعرض له وبيَّن لكل من الزوجين ما له وما عليه وحذر من كل ما يعكر صفو تلك العلاقة وقاية وعلاجاً، وغايته من ذلك، القضاء على كل ما يهددها من مشكلات وعوائق، إلا أنه ثمة مشكلة دائماً ما تنشأ بين الزوجة وحماتها، قد تصل فى بعض الأحيان أن تطلب الأم من ابنها تطليق زوجته، وهنا يقف الابن حائراً بين إرضائه لأمه وخوفه من ظلمه لزوجته، فما الواجب على كل طرف لتفادى تلك المشكلة؟
«حواء» سألت أهل الدين للإجابة على رسالة قارئتها - سمر عادل
يقول د. محمد وهدان، أستاذ بجامعة الأزهر: إن السعادة الزوجية غاية كل أسرة مسلمة كانت أو غير مسلمة، لذلك فالمرأة الصالحة هى التى تجعل بيتها - جنة الدنيا - بعبادتها لربها وطاعتها لزوجها، من أجل ذلك عدها الرسول «صلى الله عليه وسلم» من أعظم أسباب السعادة، فهى التى تملأ البيت عبيراً صافياً ببسمتها الحانية، وهى التى تعين زوجها على طاعة الله فلتعلمي أختى السائلة بأنك لن تدخلى الجنة إلا برضا زوجك، وهو لن يدخل الجنة إلا برَضا أمه وعليك أن تعلمى أن من آداب الإسلام أن تؤثرى رضى زوجك على رضى نفسك، وأن تكرمى أقرباءه خصوصاً والديه ويتأكد ذلك إذا كنت تقيمين معهما فى بيت واحد، وفى إكرامك لهما إكراماً لزوجك وإحساناً إليه لأن ما يفرحه ويؤنسه ويقوى رابطة الزوجية، وحدة الرحمة والمودة بينكما، كما أن إكرامك لهما وهما فى سن والديك خلق إسلامى عظيم، واعتراف بالجميل، وشكراً لهما على ما أنعم الله به عليك فهما سبباً فى إيجاده من العدم حتى صار زوجاً لك.
وعلى الزوج أن يكون عادلاً فى معاملته بين زوجته وأمه فيعطى كل ذى حق حقه، فمحبة الأم وطاعتها من محبة الله وطاعته، كذلك فإن الإحسان إلى الزوجة واجب شرعي، حيث قال «صلى الله عليه وسلم» «ما أكرم النساء إلا كريم وما أهانهن إلا لئيم» وأوصى الإسلام بالنساء خيراً، وعلى الزوج أن يعمل على توطيد العلاقة بين زوجته وأمه ولو وصل الأمر إلى الكذب وهو ما أباحه الشرع فى مثل هذه المواقف.
أما الأم فأقول لها: التزمى بأمر الرسول «صلى الله عليه وسلم» حيث قال «رحم الله امرأ أعان ولده على بر» فعليك أن تأمرِ ابنك بما يساعد على سعادته فى حياته الزوجية وإن كنتِ تستدلين على صحة موقفك بما فعله عمر بن الخطاب حين أمر ابنه بأن يطلق زوجته فأقول لك: إذا كان إيمانك من إيمان عمر فلينفذ ابنك تلك الرغبة.
«وكانت لك أسباب دينية وليست خلافات شخصية»
الاستحاضة والصلاة
«يسألونك عن المحيض قل هو أذي» هكذا وصف القرآن الحيض للمرأة ولما كان الإسلام دين الطهارة والطهر، فقد حذر على المرأة أداء فرائضها من صيام وصلاة وتلاوة للقرآن فى تلك الفترة، ولكن إذا انتهت مدة الحيض لدى المرأة بعدها بعدة أيام «وفى غير وقت الدورة الشهرية» وجدت المرأة دماً.
فما حكم الشرع فى ذلك، هل تؤدى فرائصها أم لا؟ سؤال طرحته قارئة حواء، أسماء محمود - طالبة.
يقول أ.د. لطفى عبدربه، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر: -
يرى جمهور الفقهاء أن أغلب النساء يحضن من خمسة إلى أربعة أيام، ومن المعلوم لدى النساء صفة دم الحيض وما يمر به من ألوان حتى انتهائه، فإذا ما تيقنت المرأة من انتهاء مدة حيضها وهى ما اعتادت عليه من أيام خلال كل شهر، عندها وجب عليها أن تغتسل وتعود إلى حياتها الطبيعية وتؤدى ما افترضه الله عليها من فرائض، والمفهوم من سؤال السائلة أن الدم الذى نزل عليها حدث بعد عدة أيام من انتهاء مدة حيضها، وهذا ما يسمى بـ «دم الاستحاضة» وله أحكامه الخاصة خلاف أحكام الحيض، وعلى المرأة فى ذلك الوقت أن تمارس حياتها الطبيعية من صلاة وصوم وتلاوة القرآن، ولكن عليها أن تغسل محل الدم وتحتاط بوضع ما من شأنه منع نزول الدم، وتتوضأ لكل صلاة، كل على وقته، أى أنه إذا دخل وقت الظهر احتاطت وتوضأت وصلت الظهر، فإذا ما دخل العصر ولم تحدث، عليها أن تغسل موضع الدم وتتوضأ للعصر وهكذا مع كل صلاة، والله أعلم .
ساحة النقاش