فى عيد العمال دعوة للخروج من الأزمات

كتبت :ايمان  حمزة

 فى عيدنا للعمل والعمّال فلنفكر جميعاً كيف نغيّر حياتنا للأفضل ونضع أقدامنا على الطريق الصحيح للنجاح فى الحياة ومواجهة التحديات وتوجيه دفة الأزمات.. بوضع الحلول والعمل الدؤوب والتفانى والاخلاص من أجل تحقيق الطموحات والأهداف، فما علينا إلا أن نسعى ونأخذ بالأسباب والله هو المعين الرحيم الذى يملأ نفوسنا بقوة غامرة تجدد فينا الأمل دائماً كطوق النجاة من الدائرة المفرغة التى نعجز عن الخروج منها لحل أزماتنا المتفاقمة فعملنا، مع قوة إيماننا بعون الله لنا هو الحل للخروج من المستحيل.. فقط علينا أن نبدأ كل بنفسه، نقف ولا نتخاذل أو نخاف من مواجهة حقيقة مشاكلنا كل فى موقعه، عامل أم مسئول أم متخذ قرار أم مظلوم.. بعقولنا المفكرة المبتكرة أن نعمل لحل مشاكلنا .. أن ننمى قدراتنا ومواهبنا التى وهبنا الله إياها، فقط لنكتشفها ونعمل على تنميتها لنفيد بها أنفسنا ومجتمعنا من أعمال تطوعية لخدمة من يحتاجون إلينا، إلى تنمية مواهبنا الأدبية والفنية والرياضية لتكتمل الحياة وتشرق بالتفاؤل من حولنا ..أن ننمى خبراتنا فى مجالات التكنولوجيا الحديثة والانترنت ونتعلم اللغات حتى تتاح لنا مجالات أوسع للتواصل وفرص العمل .. أن نصبح أكثر ثقة بالنفس والإحساس بالقبول وهو أمر أساسى لكل منا للتحدى والانتصار لحل مشاكلنا، فالله لايضيع أجر من أحسن عملاً.. ليكن هذا هو نبراسنا فى الحياة فقط فلنحسن اختيار العمل الذى يناسبنا ويحتاج إليه سوق العمل فى مصر والخارج .. وعلى متخذى القرار والمسئولين فى مواقعهم أن يتقوا الله فى هذا الشعب .. وأن يستوعبوا طاقات الشباب ونعطيهم الفرصة لتحمل المسئولية التى هم قادرون عليها.. أن نشغل أوقاتهم والفراغ داخلهم بما يحقق طموحاتهم فى الحياة .. نستغل سواعدهم القوية وأفكارهم الخلاّقة المبتكرة لصالحهم وصالح بلادنا .. فقد أثبت العامل أنه قادر على تحدى المستحيل فقط.. فلنمد جسوراً من الثقة بيننا جميعاً.. لنقم باستغلال ثرواتنا البشرية التى نملكها لإدارة مواردنا الطبيعية فهى السبيل للوصول إلى ما نريده جميعاً من أجل حل التحديات والمعوقات التى تواجهنا من بطالة أو غلاء مع تدهور الحالة الاقتصادية ... فلتكن دعوة للعمل والتصميم والإرادة بالأمل والحب للحياة بالتعاون كأبناء وبنات حواء وآدم، فمعاً نصبح قوة نعبر بأحلامنا وطموحاتنا فوق كل الصعوبات .. لنخلق لأبنائنا ولنا معهم واقعاً أفضل .. لنكن آباء وأمهات على قدر المسئولية نعلم أبناءنا ألا تمييز فكل منا يحتاج إلى الآخر وكل منا يملك قدرات لا يمكن أن ننكرها عليه.. فقط كل إنسان يبدع ويتفوق فيما يتميز فيه.. فلم يعد الوقت ولا العصر الذى نعيشه يسمح بهذا الهراء من التشكيك فى قدرات وإمكانيات بنات حواء ولمن يريد أن يحرم المجتمع من نصف طاقته للعودة به إلى عصر الحريم.. فقط علينا أن نربى أبناءنا على احترام المرأة وكيف أوصت بها كل الأديان السماوية فقد كرم الله قدرها وأعلى شأنها وأعطاها كل الحقوق التى حاول البعض وللأسف الشديد أن يغالط صحيح الدين ويدعو إلى أفكار ضدها أبعد ما تكون عن الحقيقة، فقد عملت المرأة بجانب الرجل من أجل أسرتها ومن أجل مجتمعها، وعرفت كيف تحافظ على نفسها وأسرتها فى الوقت الذى تعاون الرجل معها، فإعمار الأرض كان تكليفاً إلاهىاً لكل من آدم وحواء عندما هبطا إلى الأرض ونحن مطالبون به جميعاً أمام الله .. فقضايا مجتمعنا لا فرق فيها بين قضايا المرأة والرجل سواء داخل الأسرة أو خارجها، قضايا المرأة تمس صميم حياة الرجل وتعود عليه بشكل مباشر وعلى أسرته .. وفى مجالات العمل نرى حولنا النماذج المشرفة من بنات حواء ممن يعملن بكل الجهد والتفانى من أجل المجتمع ورفع اسم مصر عاليا مع أبناء آدم من المصريين .. ولديهم من الأفكار الخلاقة للخروج من الأزمات لاكتشاف الكنوز التى تمتلكها ولا نجيد استخدامها .. فتخيل أيضا التراب الذى لا نستغله إلى كنوز تدر ذهبا.. فقط لنلقى الضوء على نموذجين من أبناء وبنات مصر .. فالعالمة المصرية ألفت منصور التى أفنت العمر فى البحث العلمى والاختراع وكانت تشغل منصب نائب مدير المركز القومى للبحوث .. استطاعت أن تصل بفريق عملها من العلماء والعالمات إلى النجاح وتحول حبها لبلدها لتحميه من كل ما يلوث البيئة ليصبح بالعلم مواد مفيدة تحمى مصر وشعبها مما يلوث هواءها ومياهها وأرضها بل يفتح آفاقاً جديدة لفرص العمل ومزيد من الدخل على مستوى الأفراد وعلى مستوى البلد ويوفر لنا العملة الصعبة.. فقط ما علينا إلا تطبيق ما توصلت إليه من نتائج مؤهلة.. فبدلا من حرق قش الأرز الذى يكوّن السحابة السوداء، يمكن تحويله إلى مصنوعات ورقية أو منزلية مفيدة.. أما ما كان جديداً هو كيف أنها توصلت إلى الموز وأشجاره الذى يشكل التخلص منها عبئاً ومصدراً للتلوث البيئى، رغم أن عصارة هذه الأشجار تمنع تآكل حديد التسليح وبذلك تمنع انهيار العمارات .. بل أنه يمكن استخدام لبابة أشجاره أيضا فى صنع أفخر أنواع الأوراق ليحل محل ارتفاع أسعار الورق وبذلك يصبح منجم رزق للمال يفتح أبواب رزق للأسر والشباب .

 أيضا كان اكتشافها لورد النيل، النبات المائى الكثيف الذى يعوق مجرى النيل والملاحة داخله بل يمتص مياهه، استطاعت د. ألفت منصور وفريق العمل من علمائنا المصريين تحويله إلى مواد خام لتصنيع الأثاث فمنه ينتج أنواع من الأخشاب المصنعة القوية وزهيدة التكاليف لتحل مشكلة محدودى الدخل من الشباب ونار الأسعار وتخلق مزيداً من فرص العمل بل أنها أثبتت أن هذا النبات قادر على تخلصنا من الملوثات التى لا تذوب من المعادن الثقيلة مثل الرصاص والكاديوم والتى تتسرب لمياه النيل من المصانع التى يرمى أصحابها بمخلفاتهم فيه دون ضمير لتسبب للشعب الفشل الكلوى والتخلف العقلى والإعاقة.. هذه العالمة التى لم يتذكرها أحد فى ذكرى رحيلها الخامس عشر رغم أنها بهرت العالم والألمان باكتشافاتها العلمية التى رفضت كل العروض المغرية لشراء براءات اكتشافاتها من أهل مصر بلدها، وهى نموذج لكثير من أبناء مصر الذين تفانوا فى عملهم من أجل بقية أبناء شعبهم، فهل يستطيع أحد القول أن المرأة أقل فكرا أو انتاجاً. ونلقى أيضا الضوء على هذا الشاب المصرى الذى حّول قريته إلى قرية نظيفة مع بقية شبابها بعد أن بدأ بنفسه وواجه انتقادات الكل بعد أن قرر أن يترك مجال عمله كباحث علمى ليعمل على أرض قريته ويحول هذه القمامة بفكره الخلاّق إلى سماد عضوى وإلى وقود حيوى زهيد التكاليف لأبناء قريته ليحل أزمة الوقود وإلى تدوير القمامة لصناعات كثيرة وأوصل مشروعه إلى المسئولين لإمداده بما يحتاج من شراء سيارة مجهزة لنقل القمامة وهو الباحث خريج كلية العلوم أشرف سلامة، بل قام بجهوده الذاتية مع أبناء قريته بمواجهة مشكلة الأمية محاولاً ربط محو الأمية بمشاريع اقتصادية صغيرة بل ومتناهية الصغر تدر عليهم الرزق .. فهل يبدأ كل منا بنفسه وبما يقدر عليه فى عيد العمل والعمال، وليبدأ المسئولون بالأخذ بهذه المشروعات وتنفيذها ومد يد حقيقية إليها مع رجال وسيدات الأعمال ومع المجتمع المدنى بجمعياته الأهلية من أجل رفع مستوى الدخل فى الأسرة المصرية ليتغلب كل منا على مواجهة هذا الغلاء

المصدر: مجلة حواء -ايمان حمزة
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 543 مشاهدة

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,847,628

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز