الأرملة

كتبت :نجلاء أبو زيد

علمنا مصادفة من أحد أصدقائنا بوفاة زميل لنا، تأثرنا بشدة لكونه لايزال فى عز شبابه، وعرض البعض التواصل مع زوجته وتقديم الدعم النفسى لها، وتطوعت وغيرى بالمبادرة بالإتصال الهاتفى بها خاصة وأنها تسكن فى إحدى المحافظات البعيدة عن القاهرة، ترددت كثيراً فى الإتصال لأننى لا أعرفها كما أننى سأذكرها بما عانته وقت وفاة زوجها، وتحدثت معها لأفاجأ بشخصية هادئة، مؤمنة بقضاء الله، تمارس عملها كإخصائية إعلام بإحدى المدارس، تعيش بإحساس المحبة لزوج أخذته الأيام منها بجسده وتركت لها روحه لتعيش معها ومع صغارها، تتحدث عنه وكأنه مازال بيننا، أخبرتنى أنها مازالت بعد رحيله بأربع سنوات تتحدث إليه، تراه فى ابنه الأكبر الذى ورث عن أبيه عشقه للكتابة، أخذتنى بحديثها بعيداً فلم احتج أن أدعمها نفسيا، بل هى التى أعطتنى جرعة من التفاؤل والأمل بأن هناك من لايزال يعرف كيف يحب شريك حياته حياً وميتاً وأن المودة والرحمة التى أوصانا بهما ديننا الحنيف مازالا موجودين.