العيد فرحة .. وفرصة للقوة والخير

كتبت : ايمان حمزة

مع ليلة العيد نستشعر حلاوة مقدمه : «ياليلة العيد آنستينا .. وجددت الأمل فينا .. ياليلة العيد» ..

ومع تكبيرات صلاة العيد تهتز القلوب فرحاً بهذه الروحانيات الربانية الجملية التى توحدنا من جديد مع انتهاء أيام رمضان المباركة. فللعيد مع الصائم فرحتان كما قال رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام: فرحة الأجر على الصوم وفرحة العيد .. فالعيد فرصة نستمد منها التواصل والتراحم مع كل من حولنا من الأهل والأقارب والجيران والأصدقاء، الكل يتبادلو التهانى الصادقة من القلب .. وتشرق الوجوه والنفوس بالحب والتسامح والسعي للتصالح .. وليتنا نستكمل روح رمضان الكريم والشهر المبارك بالعطاء والكرم والتسابق إلى الخير بالعبادات والمعاملات الطيبة بين الناس والتسابق إلى التعاون والبر والعطف والصدقات والزكاة والتكافل لكسب مرضاة الله وطمعاً أن تبلغنا ليلة القدر التى هى خير من ألف شهر ليشملنا الرحمن بعفوه بالخير فى الدنيا وعتق من النار فى الآخرة .. فكما قال رسولنا المصطفى عن رمضان أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار .. وهو الفوز العظيم

فلتكن الدعوة المنطلقة مع نهاية هذا الشهر العظيم ومع أول أيام العيد هى دعوة لاستمرار صور الخير التى يستابق إليها الصغير والكبير من استمرار قوافل الخير التى تقدم كل ما يحتاج إليه فقراؤنا بكل مكان من طعام وملبس من خدمات طبية .. ومن مساندتهم فى النهوض بمستوى حياتهم لتصبح آدمية كريمة .. ليعم الخير على الجميع ويعم الحب .. حين يشعر فقراؤنا أنهم جزء أساسى منا جمعياً وأن الكل يشعر بمن حوله من المحتاجين لمن يمد يده إليهم .. فلنعلم أبناءنا معنى العطاء والحب والبر والعطف على من حولنا نشجع صغارنا على التبرع ببعض ملابسهم ولعبهم وجزء من «العيدية» التى يحصلون عليها إلى صغار آخرين من اليتامى والفقراء أو المرضى المحتاجين ليذوقوا حلاوة إسعاد الآخرين ممن حولهم..

العيد فرصة للتواصل مع من باعدت بيننا وبينهم المسافات وانشغالات الحياة بالعمل والأبناء ودراستهم والسعى وراء الرزق لنكفى احتياجاتنا مع هذا الغلاء .. فرصة للتواصل مع الأهل من الأجداد والجدات لننعم بحبهم ودعائهم وبركاتهم ونعلم الاحفاد معنى قيم الحب والتواصل مع من أفنوا العمر فى العطاء .. بل لنمد أيدينا بالتواصل مع المسنين الذين تمتلئ بهم حياتنا من الجيران أو فى رعاية المسنين ممن يحتاجون للمسات الحب والوفاء والعرفان بعد أن ألمت بهم الوحدة بسفر الأبناء أو فقدهم لأى أسباب .. ليشعورا معنا بحلاوة أيام العيد ولتكن فرصة لكسب الحسنات ورضاء الرحمن ببر هؤلاء المحتاجين، فليس كل الاحتياج مادياً فقط ..

وفى العيد .. تأتى احتفالات أفراح الزواج بين الشباب، وهنا فلنكن دعوة لكل الآباء والأمهات أن يترفقوا بالأبناء والبنات من الشباب ليحققوا أحلامهم بمن اختارته قلوبهم لينعموا بحياتهم .. فلا تبالغوا بطلباتكم من المهر والشبكة والأثاث وحفلات الزفاف ومن قبل الخطبة ويكفيهم هذا الغلاء وهذه الظروف الاقتصادية التى نواجهها جميعاً ..

ولنتعاون جميعاً لنيسر على الشباب حياتهم ليبدأ أسرته الجديدة غير مبكل بالديون التى يعجز عن سدادها .. ولنهتم باختيار الإنسان الأفضل بأخلاقة وتمسكه بصحيح دينه بأن يتقى الله فى زوجه أو زوجته يعرف حقوقه وواجباته وكيف يكون العطاء والحب المتبادل وكيف، وكيف تكون المسئولية كزوج وزوجة وهو مسئوليتنا في تربية أبنائنا من الأساس حتى تعم السعادة والحب فى مواجهة أى عقبات بعيداً عن تحطم الزيجات، وأيضاً حتى نواجه معا خطر ارتفاع سن الزواج عند البنات وإحباطات الشباب ونرحمهم من الأمراض النفسية والجرائم الأخلاقية أو الزيجات غير الشرعية التى تضيع معها حقوق الأبناء والبنات.

فلنتكاتف جميعاً أيضا فى الخير، لتزويج الفتيات الفقيرات ومساعدة الشباب والبنات على كسب فرص عمل من خلال المشاريع متناهية الصغر توفير مساكن والمساهمة فى توفير حياة كريمة لهؤلاء الشباب كل حسب مقدرته واستطاعته بالمجهود المادى أو الأفكار والابتكارات لمشاريع الأثاث الاقتصادى ليعم الخير على الجميع ..

ولنسارع فى حملات الخير لمحو الأمية وربطها أيضا بفرص عمل للأمهات والآباء حتى يرتفع دخل الأسرة من أجل الصغار وحتى لا يتسربوا من الدراسة من أجل كسب لقمة عيش ..

المصدر: مجلة حواء -ايمان حمزة

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,809,517

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز