قالها عمر سليمان وصدق
كتبت : نبيلة حافظ
الشعب المصري غير مؤهل للديمقراطية..الجملة الشهيرة التي أطلقها اللواء عمر سليمان في أحد أحاديثه الصحفية عندما تولي منصب نائب رئيس الجمهورية في عهد الثورة ، قبل تنحي مبارك .. وقتها استشاط الشعب المصري غضبا ولم يقبل بما قاله اللواء سليمان واتهمه وقتها بأنه عدوللثورة..وأنا واحدة من هؤلاء الذين رفضوا رأيه جملة وتفصيلا وتخيلت وقتها أن شعب مصر الأصيل الذي ثاروانتفض علي حاكمه الظالم وخرج بالملايين إلي الشوارع والميادين مطالبا بالحرية والعدالة الاجتماعية هو شعب واع وقادر علي تحمل مسئولية ثورته ، وأنه بإمكانه تولي مقاليد نفسه بكل حنكة وذكاء ، وهو يدرك تماما معني الديمقراطية ويستطيع ممارستها بنجاح..ولكن خابت ظنونناوأثبتت الأيام أن اللواء سليمان كان علي صواب وكنا نحن علي خطأ..فلقد أدرك الرجل وقتها بحنكته السياسية والعسكرية أن الشعب المصري يحتاج إلي سنوات طويلة لكي يتعلم معني الديمقراطية ويتدارسها وبالتالي يستطيع ممارستها بفن واقتدار
نعم الشعب المصري غير مؤهل للديمقراطية ..ولايستطيع ممارستها بالشكل والأسلوب الأمثل والصحيح هذه هي الحقيقة المؤكدة للأسف الشديد وكل الأحداث المؤسفة التي يشهدها الشارع المصري ويعاني منها المجتمع تؤكد ذالك...فكلنا جميعا علي اختلاف ثقافتنا وتوجهاتنا وانتماءتنا لانجيد أداء الديمقراطية كما ينبغي ولا نملك الحس الإنساني الذي يمكننا من الاختلاف مع الآخر بشكل حضاري ..وبدون أن نعي رفع كل واحد منا شعار إما أن تتفق معي في الرأي وإما أن تكون ضدي ، وبمعني آخر إن لم تتفق معي فأنت عدو لي..لماذا...؟لاندري ولانجد مبررات مقنعة للحالة التي وصلنا إليها..الاختلاف هذا أدي بنا إلي التشاحن والتقاتل وسفك الدماء ..وألحق بمصرنا خسائر فادحة لن يقتصر تأثيرهاعلينا ولاعلي أبنائنا فحسب ، بل سيجني ثمارها أجيال متعاقبة بعدنا سوف تتذكرنا وتدعوا علينا لأننا كنا السبب في تدهور وضياع الوطن .
ولأننا لانجيد فهم الواقع فلقد نسينا أو تناسينا أن الاختلاف في الرأي سنة كونية أرادها الله عز وجل لخير البشرية لالشقائها .. قال تعالي : "ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولايزالون مختلفين ".
ولو تحلينا بأدب الحوار وأدب الاختلاف لوجدنا أن الاختلاف نعمة كبري وليس نقمة كما يعتقد البعض..ولكن لن يتحقق ذلك إلا إذا كان الاختلاف اختلافا منهجيا وليس اختلاف مصالح..فالاختلاف المنهجي يثري الحوار ويثقف المختلفين في الرأي وبالتالي يحقق للوطن الرخاءوالتقدم والازدهار .. أما اختلاف المصالح فهو اختلاف أعمي يؤدي بأطرافه إلي الهلاك .
ومن الواضح أننا ابتلينا باختلاف المصالح ، فكل فريق علي الساحة الآن يبحث عن مصالحه الشخصية فقط ، أما مصر فهي ليست في الحسبان علي الإطلاق ..وللأسف النتيجة سوف تكون كارثية علي الجميع والكل فيها خاسر إلا من رحم ربي.
مازالت أمامنا فرصة أخيرة لإنقاذ سفينة الوطن من الغرق والآمال تتعلق الآن علي القلة من الشرفاء أصحاب الضمائر الحية .. إليهم أتوجه بندائي .. انقذوا مصرمن طوفان الاختلاف المميت
ساحة النقاش