كبري دماغك

 

بقدر السعادة التي انتابتني بصدور قانون جديد لمواجهة ظاهرة التحرش في مصر عقب الواقعة المؤسفة التي تعرضت لها طالبة حقوق القاهرة، شعرت بالقلق من أن يساء استخدام هذا القانون من قبل البعض، خصوصا وأن نصوصه بها الكثير مما يحتمل التأويل، فعلى سبيل المثال تقول المادة الأولى منه(كل من تحرش بأنثى عن طريق التتبع، أو الملاحقة سواء بالإشارة، بالقول، أو بالكتابة، أو بوسائط الاتصال الحديثة، أو أية وسيلة أخرى، بإتيان أفعال غير مرحب بها تحمل إيحاءات، أو تلميحات جنسية، أو إباحية فى مكان عام أو خاص، يُعاقب بالحبس مدة لا تقل عن سنة، وبغرامة لا تقل عن عشرة آلاف جنيه، ولا تزيد على عشرين ألف جنيه، أو إحداهما)!

والعبد لله استوقفته عبارة(غير مرحب بها) ولم أفهم ما المقصود منها؟ ومن الذي يملك سلطة الترحيب أو عدم الترحيب؟ هل المقصود أن يقوم المتحرش بفعلته فإذا أعجبت الفتاة فلا بأس وإن لم تعجبها وضعناه في غياهب السجن؟
على العموم نأمل أن يؤتي هذا القانون ثماره حتى لا يلجأ واضعوه إلى أساليب أخرى كالتي نادى بها البعض مؤخرا بجواز إجراء عملية إخصاء كيماوي للمتحرشين كوسيلة فعالة لردعهم!

كل واحد بقى يلم نفسه ويخلي باله من لاغليغه!

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

لم أكن أدرك حقيقة المثل الشعبي القائل (الانصاص قامت والقوالب نامت) إلا بعدما قرأت تصريحات اسم النبي حارسها شيرين عبد الوهاب الشهيرة بـ "شيرين آه يا ليل" والتي أدلت بها في الحلقة الأخيرة من برنامج (ذا فويس) ردا على سؤال حول رؤيتها لمستقبل مصر، حيث أجابت بسلامتها: مصر مافيهاش مستقبل، مشيرة إلى أنها ولهذا السبب كانت تنتوي – حلوة تنتوي دي ؟ – إنجاب ابنتيها في أمريكا لكن الظروف لم تسمح بذلك!

والعبد لله مش فاهم الست تقصد إيه بـ (مافيهاش مستقبل)؟ جابت مجموع وحش يعني في الثانوية العامة وهتخش معهد سنتين ولاَ خلاص بقى هنجوزها ونقعدها في البيت؟

الكارثة أن مثل هذه التصريحات صدرت من فنانة دوشتنا بـ ( ماشربتش من نيلها.. جريت تغنيلها.. دور جواك تلاقيها هي الصحبة وهي الأهل )!

والمصيبة أن شيرين نسيت أصلها بعد أن فتح الله عليها وأصبحت ترى مصر الآن يااااي بيئة خالص، ولا تصلح أن تنجب ابنتيها على أرضها مع أن الفيديو الذي ظهرت فيه خلال سنوات البؤس وهي تحيي فرحا شعبيا في خرابة مازال متداولا على الانترنت!

الله يرحم أيام الكحرتة!

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

يبدو أن مسلسل الطبطبة الذي لاتزال تتبعه حكومتنا الميمونة مع كل خروج عن السلوك المسموح به أو ما تقره القوانين واللوائح سواء كان هذا السلوك إضرابا أو إرهابا أو تقصيرا في العمل سوف يؤدي بنا إلى الهلاك لا محالة!

كنت أتصور أن حكومة إبراهيم محلب لن تكون على الإطلاق مثل حكومة عمنا الببلاوي، لكن الواقع يؤكد أن أحمد زي الحاج أحمد فلا تزال المظاهرات في الشوارع، ولا يزال الإرهاب يحصد أرواح الأبرياء جراء قنبلة هنا أو هناك، ولا تزال الأسعار في ارتفاع، والكهرباء في انقطاع، وأيامنا ما يعلم بها إلا ربنا! حتى الجولات الميدانية التي كنا نتصور أنها قد تصبح ما أفسده الدهر بات ما يحدث فيها وسيلة للتندر والسخرية على مواقع التواصل الاجتماعي، وأقرب مثال على ذلك تلك الجولة التى زار فيها وزير الصحة مستشفى ناصر العام،  فحين سأل معاليه مدير الطوارئ عن عدد الأسرة كانت الإجابة ماعرفش! وحين طالب سيادته أحد الأطباء بعدم جواز خروج مريض في حالة صعبة كان الرد: لا.. هيخرج!!

طبعا أنا لا أعرف ماذا اتخذ الوزير من قرارات بعد الذي حدث، لكن المؤكد أن هذه الحكومة إذا ظلت تعطي خدها الأيسر لمن صفعها على خدها الأيمن فعليها أن تنتظر منه أن يصفعها على قفاها !!

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

أحيانا يصبح البحث عن شئ يرسم الابتسامة على الشفاه خصوصا في ظل أيام سوداء مثل تلك التي نعيشها الآن من رابع المستحيلات بعد الغول والعنقاء والخل الوفي، لكن الأقدار وأحيانا أيضا تجود علينا ليس فقط بما يدعو الى الابتسام وإنما بما يدفع إلى الضحك إلى حد (الكركرة) نسبة إلى اضحك كركر.. أوعى تفكر!!

ولأن الضحك بسبب هو قمة الأدب فقد ضحكت كثيرا وأنا أشاهد مقطع فيديو بثه موقع اليوم السابع لما قال إنه قصيدة شعر تدعو الدكتور البرادعي إلى الترشح للرئاسة !!

القصيدة – ده حسب ما هم شايفين يعني – والتي ألقتها الأخت ماهيتاب الجيلاني عضو المكتب السياسي لحركة (تحرر) المنشقة عن حركة (تمرد) تقول كلماتها: 

يا برادعي ارجع يا برادعي.. ارجع يا بطل ارجع يا برادعي.. علشان نبني الوطن.. مصر بتناديك.. محتاجة والله ليك.. يا الله مدلها ايديك.. زيل عنها الخطر.. ارجع يا بطل ارجع يا برادعي ... قالوا عليك عميل..  وانت مصري أصيل.. وطني ومالكش مثيل.. متيم بحب الوطن.. ارجع يا برادعي ارجع مصر بتناديك.. الكل بيناديك.. أمر تكليف ليك.. هنحط ايدينا في ايديك علشان نبني الوطن .. يا برادعي خد قرارك .. بلدنا والشعب المصري كله في انتظارك .. يا برادعي كمل مشوارك .. معاك حلمنا بالتغيير .. يااللي في مبادئك وثورتك ملكش مثيل .. ارجع يا برادعي ..ارجع يا برادعي !!!!!

والحقيقة أنني تعاطفت جدا مع الأخت ماهيتاب وهي تنحر في زورها وتحاول أن تأتي بالكلمات من الشمخ الجواني على رأى أبو رنة كبير الآلتيه، واحترمت وجهة نظرها التي ترى كل هذه الصفات في البوب لكن الذي أضحكني والذي أعترض عليه في الوقت ذاته أن تسمي ما ألقته على مسامع الناس قصيدة !! لأن ما قالته ليس شعرا وإنما( شعرية) !!!

 

 

المصدر: عادل عزب _مجلة حواء
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 474 مشاهدة
نشرت فى 9 مايو 2014 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,461,213

رئيس مجلس الإدارة:

أحمد عمر


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز