<!--<!-- عقوق الزواج
الناظر فى واقعنا بعين البصيرة يجد الأسرة المسلمة مستهدفة من أعداء الإسلام، حتى غدت حائرة بين هداية الإسلام وغواية الشيطان. من أجل هذا نجتهد فى طرح بعض الأحكام الفقهية التى يكثر التساؤل حولها بضوابطها التأصيلية من الكتاب والسنة.
<!--أثناء خطوبتى جامعنى خطيبى فحملت منه فأسرعنا بالزواج، فهل يحل لنا إجهاض هذا الحمل، وهل المولود سيكون ولد سفاح؟
أرسى الإسلام الأسس والقواعد الإجمالية والتفصيلية لإقامة الأسرة المسلمة القويمة التى ترعى الطبائع البشرية سواء الجنسية أو النفسية، فتحفظ الأعراض والحقوق وتطهر المجتمعات فتنأى بعيداً عن الآثام والفجور فلا يظهر فيها الفساد وسبحانه القائل (ظهر الفساد فى البر والبحر بما كسبت أيدى الناس ليذيقيهم بعض الذى عملوا لعلهم يرجعون) (الروم:41)، والخطبة هى مجرد وعد بالزواج فلا يترتب عليها أى حقوق شرعية بين الطرفين، فلا تحل إقامة علاقة بين الخاطب والمخطوبة إلا النظر العفيف الذى يرغب كل منهما فى الآخر بدون خلوة خاصة الخلوة التى تسمح بمخالفة الشرع، وفى هذا قال المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم ـ (لا يخلون رجل بامرأة إلا مع ذى محرم)، وبذلك تتم إقامة أسرة جديدة مسلمة برعايته تعالى وأمانته، أما المعاشرة التى وقعت بين الطرفين وسترها المولى عز وجل بالزواج فهى تستحق منهما شديد التوبة والاستغفار والإنابة إليه تعالى كثيراً بطلب العفو والعافية فى الدين والدنيا والمسارعة إلى الأعمال الصالحة حتى يتقبل الله تعالى منهما توبتهما فيكفر عنهما ما اقترفوه بالتعدى على حدوده، وسبحانه القائل (والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروه لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون) (آل عمران:115)، أما المولود الذى سيولد إنشاء الله فله النسب بكافة حقوقه، وقد ذكر الإمام بن تيميه أن ولد الزنا يلحق بأبيه إذا استلحقه عند بعض العلماء، وأن عمر بن الخطاب ألحق أولاد الجاهلية بآبائهم.
أما إجهاض الجنين فحرام شرعاً وكبيرة من الكبائر لأنه اعتداء بالقتل على نفس حرمها الله تعالى الذى وصف المؤمن فى قوله (يحذر الآخرة ويرجوا رحمة ربه) (الزمر:9).
الداعية و الباحثة الإسلامية / هدى الكاشف
عضو المجمع العلمي لبحوث القرآن و السنة – محكم مسابقات القرآن الكريم
ساحة النقاش