من حقنا أن نستمتع مع الأجيال الجديدة بفنوننا الأصيلة، ومن واجب القائمين على برامج التليفزيون الأرضي والفضائي - ماسبيرو والخاص - أن يحترموا احتياجاتنا وأن يخاطبوهم بلغتهم التي يفهمونها ويجيدونها، فهذا أهم بكثير من  برامج النميمية وأحاديث النفسنة وتحليلات الجهلاء والمتلاعبين بعقول المشاهد.

كان جيلنا هو الأسعد حظا، رغم الثورة المعلوماتية والتقنية التي فاقت كل توقع،فقد تعلمنا من التليفزيون أكثر مما تعلمنا من الجامعات والمدارس؛ ففي المدارس تعلمنا المناهج النظرية الجافة، أما التليفزيون فقد تعلمنا منه الحياة المفعمةبالحيوية والواقع والخبرات.

لقد غاب الفن الشعبي عن التليفزيون المصري وخاصة قنواته الأرضية، طوال أربعة عقود أو يزيد، كما غابت حفلات الموسيقى الكلاسيكية الراقية التي ترتقى بالمشاعر، فما كان من الشباب إلا أن صنع البديل الخاص به؟ لقد جاء البديل مختلفاً ومرعبا في آن واحد، جاءتنا موسيقى البلاك ميتال التي استخدمها شباب ما سمي بعبدة الشيطان، وأفسدنا ذوق الشباب بغياب الفن الراقي والتراثي،حتى أفلسنا ولم تعد لدينا أدوات تعبر عن مشاعرنا واحتياجاتنا.

أصبحنا ندفع أبناء وبناتالجيل الجديد دفعا إلى مخاصمة تراثهم وغياب هويتهم، والخروج عن المألوف، وملأنا السماوات بالضجيج، والأذن بالتلوث السمعي واللفظي بأغنيات وموسيقى تخاصم الذوق الأصيل.

غابت برامج الموسيقى والفنون الرفيعة، فأفسدنا الذوق العام، وارتمى المراهقون في أحضان التسيب والإدمان، بعد أن قتلنا مشاعرهم.

وأدنا الأصالة وأهملنا الموروث، فانتشر الاغتراب وزادت الرغبة في الهجرة والتشبه بالغرب.

أعيدوا الفنون الشعبية المصرية إلى جمهورها المتعطش.. أعيدوا لنجوم هذا الفن اعتباره واحترامه.

 أين حفلات فرقة رضا والفرقة القومية، أين محمد طه وعبدالعزيز محمود وكارم محمود والرائع محمد الكحلاوي وحجازي متقال، خاصة وأن الشرائط بكامل صلاحيتها؟!