تهل علينا هذا الأسبوع نفحات ثورة يوليو المجيدة 1952 ، والتى لا توجد فئة فى المجتمع لم تستفد منها، خاصة الفئات التى كانت مهمشة من الفقراء والفلاحين والنساء بصفة خاصة، فاستحقاقات المرأة كانت أحد أهم أهداف ثورة يوليو 52 ، حيث منحتها الكثير من المكتسبات ، ففى أعقاب الثورة دخلت المرأة المصرية البرلمان، ثم سرعان ما أصبحت وزيرة، وأى مؤرخ لابد وأنه وضع يده على سر من أسرار النهضة الحقيقية التى شهدتها مصر خلال العقود الثلاث التى أعقبت الثورة وما تلاها رغم محاولات الردة وجذب الوطن لعصور الظلام والتخلف، هذا السر هو بلا شك مشاركة كل أطياف الوطن فى معارك البناء والتنمية بدءا من إندلاع الثورة وما تلاها من فترات زمنية، وبخاصة ما قامت به المرأة فى هذا الإطار، حيث تقدمت فى دأب وشجاعة منقطعة النظير إلى كافة المواقع التنموية، من الزراعة إلى الطب إلى البحث العلمى والعمل الميداني، بل والجهاد الوطنى ومقاومة الاستعمار، بشكل يوجب معه احترامها.

كما نجحت ثورة ٢٣ يوليو أن تجعل من المرأة المصرية قوة اجتماعية كبرى، وفى هذا الإطار ساند الفن تلك القضية العادلة، فلأول مرة تعبر الأغنية عن الفتاة المصرية: «يا بنت بلدى.. زعيمنا قال قومى وجاهدى ويا الرجال » لحن محمود الشريف وغناء الأيقونة شادية، حيث لم تعد الفتاة مجرد امرأة فقط، وهو ما أدركته ثورة ٣٠ يونيو أيضا بل ووضعه القائد والزعيم عبد الفتاح السيسى نصب عينيه مؤكدا على أن المرأة هى حائط الصد الأول للوطن والشريك الذى لا غنى عنه فى معركة البناء والتنمية والرخاء، فكل عام والمرأة المصرية ومصر بكل خير.