يا بنت بلدى من أعز صديقاتى أو اللائى نسميهن صديقات العمر الشقيقتان ماتيلدا وزيزف, تعرفت عليهما عندما اصطحبت حفيدتى إلى دار الحضانة, وكانت زيزف هى مديرة وصاحبة الحضانة هى وأختها ماتيلدا, والتحقت الحفيدة بالحضانة وبدأت صداقة وراحة وتفاهم وتجاوب بينى وبين المربيتين الفاضلتين, ثم مرت الأيام وكبرت الحفيدة والتحقت بالمدارس لكن صداقتنا لم تنته، استمر ثلاثتنا نسأل عن بعضنا البعض, واستمرت السيدة زيزف تحكى لى كل صغيرة وكبيرة عن حياتها وأولادها, واستمرت ماتيلدا تحدثنى عن كل ما يعنى فى حياتها وحياة أختها, وأنا بالتالى أشكو لهما آلامى وهمومى ومشاكلى اليومية حتى اعتزلنا العمل, وأخبرتنى ماتيلدا أن زيزف سوف تسافر إلى كندا لكى تلحق بابنها وابنتها وربما تعود أو لا تعود, ومرت عدة شهور ربما تكون قرابة العام وفوجئت بالسيدة ماتيلدا تهاتفنى وصوتها حزين على غير عادتها لكى تفاجئنى بخبر حزين!

***

ربما من الأوفق أن ألقى الضوء على حياة السيدة زيزف حتى تتضح الأمور, فقد تخرجت زيزف في كلية العلوم وتزوجت من شاب فى مثل عمرها تقريبا كان متخرجا في كلية الصيدلة ويعمل فى صيدلية قريبة من منزل الأسرة ولم يكن يمتلك صيدلية خاصة به لفقر أسرته, لكن زيزف أحبته وتمسكت به ووافقت أسرتها على زواجها به, وبدأ حياة سعيدة رغم ظروفها المالية, ثم تدخل والد زيزف ومنحها هى وشقيقتها دوراً أرضيا فى بناية يملكها وحديقة حول الدور الأرضى, وبدأت هى وشقيقتها ماتيلدا خريجة كلية التجارة مشروعا صغيرا وصور حضانة نموذجية تسع 50 خمسين طفلا وطفلة فقط, واشتهرت الحضانة فى الحى الذى يسكنونه, وإقبال الناس على الحضانة لحسن إدارتها ونظافتها وبرامج التعليم الأجنبية والمصرية, ونجح المشروع وأنجبت السيدة زيزف ولدا وبنتا, وتزوجت أختها ماتيلدا من أحد أقربائها وأنجبت بنتا واحدة, وصارت الحياة جميلة وبسيطة رغم بعض العقبات التى كانت تعترض العمل مثل مشاكل الضرائب والوشايات من الحاقدين لكنهما بفضل حسن الإدارة وبالقانون تغلبتا على كل المشاكل وصارت للحضانة سمعة محترمة جدا فى كل مكان !

***

وكنا نتقابل كل فترة فى النادى وتحكى عن حياتنا وأولادنا, فكانت زيزف تحكى عن ابنتها إيفون الجميلة التى اختارت دراسة الموسيقى وعن ابنها طبيب الأسنان النابه الذي ينوى أن يهاجر إلى كندا بعد أن ينهى دراسته وهى لا توافق, وكانت دائما تشكو من أن صحة زوجها ليست على ما يرام وأنها خائفة عليه !

وعلمت بعد فترة أن زوجها قد توفى بعد إصابته بفشل كلوى حاد, وأن ابنتها قد خطبت لشاب كانت تحبه طوال فترة دراستها وهو قريب للأسرة, وقالت زيزف وهى حزينة: إن ابنتها فور زواجها من خطيبها سوف تهاجر هى وهو إلى كندا بعد أن قبلوا أوراقهما !

أما حزنها الأكبر فقد كان بعد أن قرر ابنها الوحيد أن يلحق بأخته فى كندا, وكانت تبكى بدموع غزيرة شاكية من أنها لم يأبها بوحدتها بعد وفاة والدهما, وأنهما آثرا الاهتمام بمستقبلهما وتركاها وحيدة فى مصر بعد أن رفضت أن تسافر معهما وآثرت البقاء فى مصر.

***

وقالت السيدة ماتيلدا شقيقة السيدة زيزف أنه بعد وفاة زوج شقيقتها فقدت أختها نشاطها حتى أصبحت لا تذهب كل يوم إلى الحضانة وتركت لها أمر إدارتها فهى تشكل عبئا كبيراً عليها, ثم قالت إنهما تفكران فى إغلاق الحضانة, وكانت المفاجأة الكبيرة ما قالت السيدة ماتيلدا لى بعد ستة شهور من ذلك الحديث.. الأسبوع القادم أكمل لك الحكاية.

المصدر: كتبت : سكينة السادات
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 321 مشاهدة
نشرت فى 16 أغسطس 2018 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,749,383

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز