زواج مفاجئ
توفيت والدتى وأنا أكبر إخوتى، وانشغلت معهم حتى وصل سنى 29 سنة وتقدم لى زميل بالعمل على خلق وقابل والدى وحدث اتفاق وفرحت جدا لأننى كنت نسيت نفسى خاصة وأن لدى شقيقين توأم عمرهما 10 سنوات، لكن بينما أستعد للزواج وأشترى ما يخص حياتى الجديدة فوجئت بوالدى يخبرنى أنه سيتزوج زميلة له فى العمل خلال أيام وستأتي للإقامة معنا حتى تعرف كل تفاصيل حياتنا، وعندما أتزوج تعتنى بإخوتى لأنه بعد زواجى لن يستطيع العناية بهم بمفرده انهرت من البكاء ليس فقط لرغبته فى الزواج لكن لأنه يريد أن يحملنى مسئولية زواجه فى هذا التوقيت لدرجة أنه لم ينتظر حتى أذهب لبيتى ثم يتزوج، لكن يريد القضاء على فرحتى وأختى الوسطى وأشقائى الصغار يطالبوننى بتأجيل زواجى لفترة حتى لا أتركهم لأنهم لا يرتاحون لزميلة والدى التى نعرفها منذ سنوات، وخطيبى أخبرني أنه غاضب من تصرف والدى ويرى أنه بزواجه قبلى يحرجه أمام عائلته، للأسف ضاعت فرحتى بما ينوى والدى فعله لدرجة أننى أفكر فى فسخ الخطبة ليعود لبيتنا الهدوء السابق خاصة وأننى أشعر بتغيير فى معاملة خطيبى لى منذ علمه برغبة والدى الزواج قبلنا، وفعلا لا أعرف ماذا أفعل؟
سما
أقدر أحاسيسك ومخاوفك وما أصابك من صدمة من تصرف والدك المفاجئ لكن فى نفس الوقت عليك أن تهدئى وتفكرى فى حياتك الخاصة بشكل موضوعى، فقرار والدك الخاص بزواجه المفاجئ سيحدث فى كل الأحوال سواء فسخت خطبتك أم لا، واستنجاد أشقائك بك شىء طبيعى لأنهم صغار وأنت بالنسبة لهم الأم الثانية، لكن سيمر الزمن وسيجد كلامهم طريقه ولن يقدر تضحيتك بحياتك الخاصة لأجلهم، والأفضل لهم ولك أن تطمئنيهم أن زواجك لا يعنى تركهم وأنك ستظلين موجودة ولن تتخلى عنهم، وبالنسبة لخطيبك ربما يكون قرار والدك المفاجئ سبب له بعض الحرج لدى أسرته، وهنا عليك أن توضحى له أنك لا تستطيعن فرض قرار ما على والدك فأنت ابنته لا زوجته، وعليك أن تجلسى مع والدك وتتحدثين معه بصراحة عما تعانين من قراره المفاجئ والسريع بالزواج، وأنك تريدين أن يؤجله لبعض الوقت حتى تتزوجى فقط وذلك حتى لا يحدث القرار أية آثار على عائلة زوجك وأنك تقدرين انتظاره لسنوات دون زواج بعد رحيل والدتك، لكن فى نفس الوقت ترغبين فى زواج هادئ وبعده يمكنه إتمام زواجه، وأهم شىء لا تضغطى على أعصابك حاولى أن تكونى هادئة وسيمر الموقف بأقل أضرار ممكنة.
تأشيرة زيارة
زوجى مسافر للسعودية ويأتي عادة لزيارتنا خلال الإجازة الصيفية وخلال إجازته يشترى هدايا كثيرة جدا لأشقائه لأن والدته تطلب منه ذلك طيلة فترة وجوده، وكلما تحدثت معه يخبرنى أنه لا يستطيع أن يرفض لها طلبا، فهى تعبت جدا فى تربيته وأشقائه بعد وفاة والده، فاسكت، وهذه الإجازة طلبت منه أن يرسل لى زيارة خلال شهر رمضان لأقوم بعمل عمرة وأن والدتى وشقيقتى سيقومون بالعناية بالأولاد، ووافق ورحب وسافر منذ أيام لكنى فوجئت بحماتى تخبرنى أنها ستسافر لتقضى رمضان هذا العام عنده وستأخذ معها ابنتها الكبرى لأنها تريد عمل عمر ولتعتنى بها هناك، بل وأنها حجزت التذاكر لأنها تكون رخيصة هذه الفترة، ولم أنطق بكلمة لكن تحدثت مع زوجى فأخبرني أنه ليس لديه أى معلومة وأكد على أنه سيقوم بعمل زيارة لى وألا أخبر أحدا، فصمت حتى لا تحدث مشاكل بسببى خاصة وأنها لم تخبره بما قالته لى، حتى فوجئت به يخبرنى أن والدته ستأتى وأنه لم يستطع أن يرفض طلبها ويخيرنى بين أن أؤجل زيارتى للعام القادم أو أن أحضر معها لأعتنى بها فى العمرة، ويؤجل زيارة شقيقته ولا أعرف ماذا أفعل؟ فأنا مخنوقة جدا حزينة جدا لأنه وعدنى وحاليا يخيرنى بين أمرين كلاهما صعب فماذا أفعل؟
آمال
للأسف كلاهما مر كما تقولين، لكن عليك أن تلتمسى لزوجك العذر فهى أمه لا يستطيع أن يرفض طلبها ثم تأتين أنت، وللأسف عندما وعدك وهو فى الإجازة لم تخبروا أحدا وبالتالى إذا أخذك ورفضها ستعتقد أنك طلبت بعدها وأنه فضلك عليها وهذا شىء صعب جدا، فالتمسى له العذر، ولأنك بالتأكيد لن تحبى الاعتناء بها فى العمرة، فموافقتك على الحضور معها سيجعل عليك عبء كبير والأفضل أن تتركى الأمور هذه المرة لتسافر هى وشقيقته، واطلبى منه السفر للحج، أهم ما فى الأمر أن تهدئى وألا تجعلى هذا الموقف الصعب يفسد علاقتك بزوجك، فما حدث ليس هناك مسئول عنه، ولو وضعت نفسك مكانه ستفعلين مثله، ولا تطلبى منه أن يرسل زيارة لأيا منكما لأنه إن فعل ذلك لن يستطيع أخذك أبدا إلا بعد أن يأخذ والدته لأنها من طلبت أولا كما ترى هى، تجاوزي الأمر ربما أراد الله لك خيرا أكثر بالسفر فى وقت آخر.
حدود المجاملة
أزمة كبيرة تتعرض لها العلاقة بين الزوجين بسبب عدم وضع أي منهما حدود واضحة للمجاملات فيما يخص عائلة الطرف الآخر، بل أحيانا يصل الأمر للطلاق بسبب أن الزوج أو الزوجة لم يقدرا الأهل، لذا من الأفضل أن يدرك الطرفان أن المجاملات العائلية تساعد فى التقارب بين العائلات وتزيد مساحة الود ولكن بحدود يتم فيها تقدير ظروف هذه العائلة الصغيرة الناشئة، فمن غير الطبيعى أن نتحدث معهم ونتواجد لديهم طيلة الوقت وإلا غضبوا منا، وعلى الأهل إدراك أهمية وجود مساحة من الخصوصية لهذين الزوجين وأننا يجب أن ندعمهما لا أن نتهم كل طرف بأنه أخذ الطرف الثانى لعائلته، فحديثى الزواج يحتاجون دعم الأهل لتستقر حياتهم لا اتهامهم طيلة الوقت بالتقصير وبأنهم نسوا أهلهم بعد الزواج.
ساحة النقاش