كتبت : أماني ربيع
على الرغم من تأكيد العلم على وجود فوائد عديدة للصيام، إلا أنه قد يمثل خطورة على صحة بعض الفئات أو الذين يعانون أمراضا مزمنة ما يتطلب اتخاذ بعض الاحتياطات لتجنب أى مضاعفات صحية أثناء الصيام، ولأن الصيام قد يكون مهمة صعبة على كبار السن خاصةً أصحاب الأمراض المزمنة.
"حواء" تواصلت مع الأطباء والخبراء في أكثر من تخصص لمعرفة نصائحهم لأصحاب الأمراض المزمنة مثل السكر والقلب والضغط وغيرها.
فى البداية يقول د. سعد عز الدين، استشاري أمراض الكبد والجهاز الهضمي: إن من يعانون الفشل الكبدي أو المصابون بالاستسقاء ويأخذون مدرات للبول لا يمكنهم الصوم، أما مريض الكبد المتكافئ إذا كان يمكنه الصوم بعد استشارة الطبيب فعليه تجنب الوجبات الدسمة والدهون والمقليات وأن يتناول وجبة متوازنة غنية بالخضراوات مع الحرص على تناول الدواء في موعده، ويستطيع مرضى الكبد الدهني الصوم لكن بضوابط أولها البعد عن تناول الطعام الدسم والدهون ولحوم الحمام والبط في وجبة الإفطار، والامتناع عن تناول أي أطعمة تحتوي على مواد صناعية أو حافظة، وتجنب العصائر المعلبة واستبدالها بالطازجة وكذلك المخللات والتقليل من تناول اللحوم والبروتين الحيواني والحلويات، ويفضل الإكثار من تناول السلاطة والخضراوات، وينصح بتجنب الإفطار مرة واحدة، والعمل على إعداد الجهاز الهضمي لاستقبال الطعام عبر الإفطار على مرحلتين تبدأ الأولى ببعض البلح ثم الصلاة والعودة والبدء بطبق شوربة أو سلاطة ثم تناول الطبق الرئيسي.
مرضى السكر والضغط
يقول د. خالد أبو رواش، استشاري الباطنة والقلب: يصعب على مرضى السكر غير المنتظم الصيام وذلك لحاجتهم إلى تناول عدة جرعات أنسولين يوميا قد تصل إلى ثلاث جرعات، أما مرضى السكر من النوع الثاني فيمكنهم الصيام لكن عليهم أولا زيارة الطبيب لتنظيم السكر وضبطه، ومن المهم عدم الإفراط في تناول الطعام واتباع نظام غذائي مناسب لطبيعة مرضهم وتقليل السكر والملح وتجنب المخللات، وتناول الإفطار على أكثر من مرحلة لأن جسد مريض السكر يكون غير مهيأ لدخول كمية كبيرة من الجلوكوز دفعة واحدة، ويجب تناول المياه بكثرة لتفادي الجفاف، وهناك بعض السلوكيات التي ترفع معدلات السكر بالدم خلال رمضان أولها الإفراط في تناول الحلوى وإهمال قياس نسبة السكر، ويفضل أن يتابع مريض السكر الطبيب ففي حال انخفضت نسبة السكر عن 70 أو زادت عن 300، أما بالنسبة لمرضى الضغط فيفضل لأصحاب الضغط العالي الإفطار، بينما إذا كانوا من مرضى الضغط لكن قياس الضغط متوسط فيمكنهم الصيام مع تناول جرعة الدواء قبل الإفطار.
ويتابع: يفضل للمرأة المرضعة أن تفطر حتى لا تظلم الطفل الذي يعتمد في تغذيته كليا على اللبن الذي سيكون قليل الفائدة في حالة صيامها، كذلك يفضل ألا تصوم الحامل في أول شهور الحمل وفي أواخره، خاصة إذا كانت عرضة لسكر الحمل أو الضغط خلال الشهور الأخيرة، وبالنسبة لمرضى القلب فالمصابون بقصور في الشرايين أو متاعب في عضلة القلب يفضل لهم الإفطار، ولا ينبغى إجبار الأطفال قبل سن 10 سنوات على الصيام يوم كامل لأنهم في مرحلة نمو وجسدهم يحتاج للمياه لأنهم أكثر نشاطا وحركة وبحاجة إلى وجبة إفطار متوازنة ومتكاملة العناصر الغذائية في الصباح وبالإمكان تعويدهم على الصيام تدريجيا.
مرضى القلب
ينصح د. يحيى زكريا أمين، استشاري أمراض القلب المرضى الذين يعانون مشكلات التجلط أو يضعون صمامات صناعية أو دعامات قلب بالإفطار لأنهم أكثر عرضة للإصابة بالتجلط خاصة إذا كان الصيام في أوقات ترتفع فيها درجة الحرارة، ويقول: يتسبب نقص الجلولكوز في بعض الحالات لزيادة ضربات القلب ما يسبب أضرارا للمصابين بمشكلات في الشرايين، وعلى مرضى القلب تجنب تناول الأطعمة الدسمة سواء على الإفطار أو السحور، والإكثار من شرب السوائل والعصائر الطازجة والخضراوات وتجنب الإفراط في اللحوم، والحرص على تناول الأدوية في مواعيدها ومتابعة الطبيب بشكل دوري، وأنصح مرضى القلب بالحركة وممارسة أي رياضة خفيفة بعد وجبة الإفطار لخفض نسبة الكولسترول في الدم.
مرضى الكلى
أما د. جمال كيرلس، استشاري أمراض الكلى والمسالك البولية فينصح مريض الكلى الإكثار من شرب المياه بين وجبتي السحور والإفطار لتجنب الإصابة بالجفاف أو ارتفاع نسبة الحموضة في الدم، وتأخير السحور قدر الإمكان، وتجنب تناول العصائر الغنية بالبوتاسيوم والصوديوم مثل الموز والبرتقال حتى لا تؤدي لاحتباس السوائل في الجسم، مع ضرورة اتباع تعليمات الطبيب حتى لا يؤدي الصيام دون ضوابط إلى تفاقم القصور في وظائف الكلى، وعلى المريض أن يفطر فورا في حال ارتفعت نسبة الكرياتنين، ويعتمد الصيام في حالة مرضى الكلى على مدى استقرار الحالة فمن يقومون بالغسيل الكلوي يجب أن يفطروا وكذلك مرضى الكلى والسكر في نفس الوقت يجب أن يفطروا.
الحامل والمرضعة
تقول د. حمدية محمد محمود، أخصائية النساء والولادة: تحتاج المرأة خلال أشهر الحمل إلى اتباع نظام غائي متوازن للحفاظ على صحتها وكذلك النمو الصحي للجنين، وبعد الولادة تحتاج لكميات كبيرة من السوائل والتغذية المصاحبة لعملية الرضاعة، ويؤدي نقص الغذاء والطعام لبعض الحوامل إلى هبوط في نسبة سكر الدم أو هبوط الدورة الدموية مع الشعور بالإرهاق، لذا فصيام الحامل مرتبط بحالتها الصحية وقدرتها على التحمل، ويمكن للحامل الإفطار خلال الثلاثة أشهر الأولى من الحمل خاصة إذا كانت تعاني القيء المستمر والشعور بالغثيان، كذلك في الأشهر الأخيرة من الحمل حيث تزيد حاجة الحامل والجنين على السواء إلى التغذية، ومن الشهر الرابع إلى السادس يمكن للحامل الصيام إذا كانت قادرة وكان حملها طبيعيا ولا تعاني من أي مضاعفات، أما الحامل المريضة بالسكر فعليها تنظيم تناولها للطعام مع تناول الإنسولين قبل الإفطار مباشرة، وكذلك الحامل التى تعانى الضغط فبإمكانها الصوم مع تناول الدواء بعد الإفطار مباشرة، ويجب أن تكون وجبة الإفطار للحامل الصائمة متكاملة وغنية بالبروتين والخضراوات والفواكه والحبوب الكاملة واللحوم، وعليها تجنب تناول الشاي والقهوة والمنبهات عموما بكثرة، وينصح بالإفطار في حالات انخفاض سكر الدم أو انخفاض الضغط حفاظا على صحتها وصحة الجنين، وبإمكانها تعويض هذه الأيام فيما بعد.
التغذية
فيما يتعلق بالتغذية لأصحاب الأمراض المزمنة تقول د. هبة رضا، استشاري التغذية العلاجية: إن النظام الغذائي للصائمين يختلف حسب نوع المرض فمثلا مرضى قرحة المعدة عليهم تناول الطعام بكميات صغيرة موزعة على مدار الساعات من الإفطار إلى السحور حتى لا يتسبب الإفراط في تناول الطعام مرة واحدة في اضطرابات المعدة، بينما يفضل أن يبتعد مريض النقرس عن الفول واللحوم الحمراء والمنبهات، مع الإكثار من تناول الفواكه والخضراوات، أما مرضى ارتفاع ضغط الدم فعليهم التقليل من الملح والمخللات، وعلى مريض السكر من النوع الثاني الذى يتناول أدوية تحفز عمل الإنسولين الطبيعي بالجسم تأخير السحور والإكثار من تناول البقوليات والبروتينات والخضراوات بصورة متوازنة، وتجنب الإفراط في تناول الحلوى، بينما يفضل إفطار مرضى السكر الذي يعتمدون على جرعات الإنسولين خاصة لأن نسبة السكر ترتفع وتنخفض بدرجات متافوتة خلال اليوم، وعلى مرضى الأنيميا الإكثار من شرب السوائل وتناول الخضراوات والفواكه، بينما يجب على مرضى القولون تجنب الأطعمة الحارة والدسمة والعصائر الحمضية كالبرتقال والليمون قبل تناول الطعام.
ساحة النقاش