بقلم : سمر الدسوقى
رجال ونساء، أطفال وشيوخ، كل وفقا لموقعه وما يستطيع أن يساهم به، سواء كان عملا يدويا أو داعما من خلال الزيارة والحشد والتعريف بالمشروع، كانوا هناك عند موقع هذا الحلم، ينتابهم الكثير من الحماسة التى تشعر بها بمجرد استقلالك المعدية 6 للعبور إلى شرق القناة فبعدها بعدة كيلو مترات بسيطة وبالرغم من ارتفاع درجات الحرارة في قلب الصحراء، كنت تجد الحياة تدب في كل ذرة رمل بهذا المكان فـ » اللوادر « و » القلابات « و» البلدوزرات « تعمل على قدم وساق والعمال والمقاولون في كل مكان والعمل لا ينقطع على مدى 24 ساعة من خلال عدة مواقع يعمل فيها آلاف العمال.
وتتولى فيها مهام الحفر العديد من الشركات الوطنية، هكذا كان شكل الحياة هناك في هذا المكان الذي اختلط فيه عرق وجهد آلاف المصريين كل وفقا لدوره لا يشغلهم سوى جلب الرخاء لبلدهم، والانتهاء من حفر قناة السويس الجديدة في زمن قياسي وفقا لما أعلنته القيادة السياسية إيمانا بقدرة المصريين على قهر الصعاب وإنجاز المهمة خلال عام واحد فقط بدلا من ثلاثة أعوام، وتحقق الحلم وسط ترقب عالمي بل وانبهار ودهشة، حيث أثبت الشعب المصرى وكعادته أنه قادر على تحقيق المعجزات، وبخاصة عندما طرح عليه المشاركة بشكل أكثر فعالية في هذا المشروع العملاق من خلال شراء شهادات استثمارية بهدف جمع مليارات الجنيهات للمساهمة في إتمام حفر القناة، حيث قام وساهم وجمع ما هو مطلوب في ثمانية أيام فقط، فى ملحمة دعم وتأييد للرئيس عبد الفتاح السيسي، وفي كل هذا وكما شاهدت من خلال زياراتى العديدة لهذا المشروع بدءا من المراحل الأولى له وحتى خروجه للنور، كانت المرأة المصرية حاضرة تشارك وبقوة، رأيتها وهي تتحمل كافة الصعاب لتحشد لهذا المشروع وتدعم القائمين عليه من خلال الزيارات المختلفة، رأيتها وهي تضحي بكل ما تملك للمساهمة ولو بمبلغ ضئيل في خروجه للنور، رأيتها وهي تقود الحملات وتدعو المصريين بالخارج للمساهمة والمشاركة في هذا المشروع بكل طاقاتهم، رأيتها أما وأختا وابنة شغلها الشاغل أن تعود مصر لمكانتها ووضعها المحلي والإقليمي والدولي من خلال هذا الكيان العملاق وأي مشروع آخر يضيف لهذه الأرض وهذا الوطن، لم تتخل ولم تتراجع ولم يدفعها أحد للمشاركة والتواجد، ولكنها وكعادتها كانت سندا لهذا الوطن، والآن ونحن نحتفل بذكرى افتتاح قناة السويس الجديدة علينا وأن نقول إن الشعب المصري حينما يستدعى يستطيع أن يفعل الكثير وأن المرأة المصرية عليها وأن تكمل دورها وما تحملته من مسئوليات جمة تجاه هذا الوطن على مر العصور من خلال تربية وتنشئة أبنائها على معاني الانتماء والولاء وماهية الأمن القومي، وعدم الابتعاد عن المشاركة في العمل العام وأداء الواجب تجاه هذا الوطن سواء من خلال التواجد في كافة المحافل السياسية والعامة لدعمه ومساندته، أو تنظيم اقتصاد أسرتها بصورة تتناسب وظروف الوطن الحالية بما لا يضيف المزيد من الأعباء على عاتقه، أو من خلال تمثيل بلدها بصورة مشرفة سواء بواسطة عملها أو كربة منزل، وهي بالتأكيد قادرة على هذا.
ساحة النقاش