ابتسام أشرف
"حياتنا اتغيرت".. كلمتان ترددتا على لسان الأهالى بعد نقلهم من مناطق لم يأمنوا فيها على أنفسهم إلى أخرى آمنة، وجدوا فيها الحياة الكريمة واهتمام الدولة الملموس والذى لم يقتصر فقط على إعداد بناء معمارى يوفر لهم سبل الحياة الآدمية بل هدف إلى بناء إنسان متكامل من ثقافة ووعي وتعليم ورياضة والذي انعكس بشكل إيجابي على تطوير السلوك، وتغيير حياة قاطني العشوائيات لتصبح بمثابة بداية جديدة يخطو بها نحو مستقبل مضيء لجيل جديد قادر على النجاح ودعم وطنه بمزيد من العطاء..
ولمعرفة كيف أثر ذلك على ساكني تلك العشوائيات قبل وبعد الانتقال للمدن الجديدة مثل الأسمرات وروضة السيدة والخيالة ومثلث ماسبيرو كان لنا بعض اللقاءات مع السكان الحاليين.
في البداية يقول الحاج محمود، أحد أهالي حي السيدة زينب: تحولت منطقة "تل العقارب" من منطقة عشوائية إلى مشروع سكنى متكامل يتمنى أى شخص أن يسكن فيه، ولا يمكن أن نقارن بين المنطقة قبل التطوير وبعدها، فقد كنا نعانى فيها الفقر الشديد والإهمال، لكن الرئيس السيسي حرص على تطوير المنطقة، ووفر للأهالى وحدات سكنية ومحال تجارية بالتقسيط وإيجارات شهرية مخفضة.
وتابع: حصلت على محل تجاري بالتقسيط المريح، الرئيس السيسى وعد وأوفي، المنطقة قبل التطوير كانت غير آمنة ولا يشعر سكانها بالأمن والأمان، وكانت مليئة بالبؤر الإجرامية، لكن الوضع تغير بشكل كبير، وأصبحنا نشعر بالأمان أكثر، فهناك كاميرات مراقبة في كل الشوارع داخل روضة السيدة تتصل مباشرة مع قسم شرطة السيدة زينب.
وبدورها تذكر السيدة أنيسة عبدالرحيم، ربة منزل 65 عاما أنها كانت تعيش في منطقة بطن البقرة بحي مصر القديمة في السابق قبل الانتقال إلى منطقة الأسمرات، وتقول: المنطقة هنا بها جميع مقومات المعيشة، حياتنا تغيرت للأفضل، حيث نعيش حاليا في بيئة ملائمة عكس السابق في المنطقة العشوائية التي كنت أقطن بها، حيث كنت أعيش سابقا في غرفتين فقط مع جميع أفراد أسرتى، والآن انتقلت للعيش في شقة بها جميع الأثاث المنزلي والأجهزة الكهربائية ما وفر لى ولأسرتى حياة كريمة.
أما ياسمين فؤاد 35 سنة، تعمل بأحد مصانع حي الأسمرات فقد استفادت من الدورات التدريبية التى أهلت قاطنى تلك المناطق للعمل بجانب سكنها فى منطقة آمنة وآدمية، وتذكر أنها كانت تقيم بمنطقة إسطبل عنتر، وفيها لم تكن تشعر بالأمان، بل لم تلمس أن لها حقوق كغيرها من بنى البشر، حيث يفرض الخارجون على القانون سيطرتهم على المنطقة وأهلها..
بشاير الخير
يعد مشروع بشاير الخير هو المشروع الأضخم في مجال تطوير العشوائيات، حيث يعد المشروع بمراحله الثلاث، أحد أهم مشروعات تطوير العشوائيات بالإسكندرية، والذى تقوم بتنفيذه الهيئة الهندسية بالقوات المسلحة، وتم تحويل المناطق العشوائية المصنفة بأنها ذات خطورة داهمة على أرواح سكانها إلى مناطق حضارية بها وحدات سكنية ومولات تجارية ودور عبادة وملاعب ترفيهية.
يقول محسن رفيق 47 عاما: لم يكن التطوير والتغيير على مستوى الأبنية وبناء العقارات فقط، بل امتد إلى التنمية البشرية، حيث جاءت مدينة بشاير الخير "1 " كنموذج للتنمية الشاملة والمستدامة لتطوير العشوائيات، وتأهيل أهالي المنطقة، مع توفير فرص عمل لهم، من خلال مركز التدريب المهني " فيتك" والذي أنشأ بالشراكة مع جمعية رجال الأعمال بالإسكندرية.
وتذكر فاطمة السيد 44 عاما من سكان مدينة بشاير الخير1 أنها وأسرتها تم نقلهم إلى مدينة بشاير الخير بعد التطوير، قائلة: المدينة الجديدة أفضل بالتأكيد، من حيث النظافة وتوافر كافة الخدمات للسكان، وحول التحاقها بمركز التدريب قالت: التحقت بالمركز لأحترف مهنة الخياطة التى كنت أحبها، وتم اختيارى مساعد مدرب بالمركز بعد اجتياز فترة التدريب.
وتقول السيدة الخمسينية مديحة: إن الوحدات السكنية الجديدة في روضة السيدة زينب ممتازة قائلة: أنقذنا سيادة الرئيس السيسي من الإهمال والبيوت القديمة قبل وقوعها، مؤكدة أن معظم السكان كانوا من قاطني بيوت متهالكة وطرق غير صالحة، ولكن الآن تغيرت الأوضاع تماما.
وبالانتقال إلى نقطة أخرى من النقاط المضيئة في ملف القضاء على العشوائيات نجد منطقة الخيالة والتي انتقل إليها أهالي أربع مناطق عشوائية بجوار سور مجرى العيون، ومن بينهم يسري حسن والذى يقول: ما نراه الآن من وحدات متكاملة ومساحة خضراء يعد حلما طال انتظاره أكثر من ثلاثين عاما بعد انقضاء سنوات طويلة من أعمارنا في العشوائيات، فعندما نرى أطفالنا وأحفادنا يعيشون في نظافة ومساحة خضراء ويتوافر لهم كل سبل الراحة نشعر بالسعادة الحقيقية.
ومن منطقة مثلث ماسبيرو والتي عادت إليها الحياة بعد تحويلها إلى أبراج سكنية يقول أحمد شاهين 55 سنة: لم نكن لنصدق أنفسنا بعد العودة إلى مثلث ماسبيرو لأستلم شقة في أحد الأبراج بديلة عما كنت أسكن بها ضمن منزل على وشك الانهيار، فقد نفذت الدولة وعدها بالفعل.
ساحة النقاش