<!--<!--

<!--[endif]-->

أكمل لك حكاية قارئتى حكمت وهى آنسة فى الواحدة والأربعين من العمر لم تتزوج لظروف سوف أرويها لك الآن وهى خريجة الآداب الإنجليزية وعضو النادى أنتمى إليه وفيه قابلتنى وحكت لى أنها تعرف أنه الذى لا حلّ لمشكلتها إلا فى يد الله سبحانه وتعالى وأنها فقط تتحدث إلى لكى ترتاح.

قالت إنها الأخت الصغرى لأخ يعيش فى النمسا مع زوجته النمساوية وأولاده الثلاثة حياة سعيدة وأخت تعيش فى مصر مع زوجها وأولادها الثلاثة أيضاً، فإنها عانت الوحدة والضياع فى بيت خلا تماما بعد وفاة الأب والأم وصارت وحيدة فى شقة والديها وقالت انها بعد التخرج عملت فى إحدى الشركات وارتبطت مع زميل لها بالشركة من أسرة محترمة برباط الحب الشفوى الأفلاطونى حتى كان الحدث الذى غير مجرى حياتها بعد وفاة زوج خالتها المليونير فى الخارج وعودة خالتها الثرية جداً وحدها إلى القاهرة بعد أن آثرت ابنتها الوحيدة الحياة فى أمريكا مع زوجها وابنها الوحيد!

وتستطرد الآنسة حكمت.

طبعاً .. قالت خالتى انه من غير المعقول أن أعيش وحدى فى شقة والدى وتعيش هى فى قصرها المنيف فى المهندسين وحدها خاصة انها أصبحت لا تعرف كيف تتعامل مع أهل مصر الذين تغيروا 180 درجة فى السنوات الأخيرة التى عاشتها فى مصر وهى سنوات تربو على الخمس وعشرين سنة!

وتستطرد حكمت.. ولأن خالتى هذه كانت ولاتزال حنونة جداً ومحبة دائماً لأولاد أختها وأنا أكثرهم قربا منها وافقت فوراً وانتقلت إلى فيلا خالتى بالمهندسين وبدأت حياتى تتغير تماما!

بدلاً من أننى كنت أستيقظ فى السادسة صباحا لألحق بعملى فى الثامنة أصبحت استيقظ فى العاشرة وبناء عليه فقد طلبت منى خالتى أن أستقيل وأن أتولى إدارة ممتلكاتها فى مصر براتب شهرى أربعة أضعاف الراتب الذى كنت أتقاضاه من الشركة، بل إنها أودعت مبلغاً كبيراً جداً باسمى فى البنك على أن يرسل منه شهرياً إلى حسابى السابق المبلغ الذى حددته كراتب لى والذى يفوق كل التصور!

تغيرت حياتى وصارت اهتماماتى كلها مركزة فى رعاية أملاك خالتى العديدة المتمثلة فى عمارات سكنية عديدة وفيلات فى العين السخنة ومارينا ومرسى مطروح والقطامية والسادس من أكتوبر وأموال فى البنوك تنتظر من يُحسن استثمارها ويضعها فى الأوعية التى تعود بأكبر عائد ممكن بلا مخاطر.. ولكن .. ماذا عن أكمل العريس الذى كنت انتظر أن يتقدم للزواج منى والذى أحببته وأحبنى!

وتستطرد حكمت..

قلّ اهتمامى به عن ذى قبل لأننى كنت مشغولة جداً بشئون خالتى التى لم تكن تفارقنى ليلاً ولا نهاراً حتى فى النادى كما كنت ترين دائماً كنا نمشى سوياً لا نفترق ولا تظهر واحدة منا بدون الأخرى حتي مرضت خالتى أخيراً وصارت لا تكاد تخرج من البيوت إلا نادراً!

نعود إلى «أكمل» فقد قّل اهتمامه بى كما قل اهتمامى به ويبدو أنه نسى فكرة التقدم لخطبتى وأنا أيضاً نسيت هذا الموضوع ومرت الشهور والسنون بسرعة وتقدم لخالتى شاب آخر يرغب فى الزواج منى وقالت لى خالتى..

- على كيفك! لن أتدخل! أما رأيى فإنه طامع فينا وليس له أهل!

وجاء الثالث والرابع ولم تكن خالتى ترفض أى عريس بل كانت فى الحقيقة وأشهد ربى على ذاك تقول لى كما تريدين!! وأجلس مرة والثانية مع العريس المتقدم للزواج منى وأشم رائحة الطمع والانبهار بالفلوس الكثيرة التى تضعها خالتى فى يدى لكى أنفق منها على البيت والخدم وصيانة الأملاك ودفع الضرائب والمصاريف والزكاة وحقائب رمضان الكريم لإعانة الفقراء والانفاق على المسجدين اللذين شيدتهما فى القاهرة وفى قريتنا بالبحيرة علاوة على رواتب فقراء القرية التى تصلهم شهرياً وهكذا كنت «أصهين» ولا أهتم ويذهب العريس غير آسفه عليه! الآن خالتى مريضة وأنا وحيدة وأشعر بأننى فى ساقية تدور بلا نهاية، ماذا أفعل بحياتى وما هو مصيرى؟

العمل عمل ربنا سبحانه وتعالى طبعاً لا تتخلى ولا يمكنك أن تتخلى عن خالتك وهى مريضة كما أنك مسئولة ولكن إذا أرسل الله لك من يكون على قدر المسئولية فلا بأس والله قادر على كل شىء والحب ياابنتى على قدر الاهتمام.

 

 

المصدر: سكينة السادات - مجلة حواء
  • Currently 45/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
15 تصويتات / 1010 مشاهدة
نشرت فى 26 أغسطس 2010 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

23,325,248

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز