<!--
<!-- <!-- <!-- [if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->
يعد مشروع مسرحة المناهج ليس مشروعاً جديداً ولكنه طبق من قبل من خلال تقديم بعض النصوص التاريخية والدينية وأثبت نجاحه الباهر ولكن الجديد الآن هو مسرحة المناهج التعليمية برمتها لتصل إلى مسرحة منهجى الإنجليزية والرياضة فهل يتقبل ذلك الطالب المتلقى وكيف تتم ترجمة هذه المواد إلى عروض مسرحية ناجحة يقدمها الفنانون ويشارك فيها الطلبة أنفسهم؟ هل يتم تفعيل المشروع باهتمام؟ وهل تقلص دور المعلم فى العملية التعليمية؟ ما أماكن عرض هذه المسرحيات؟ وما الجهة الممولة لها؟ هذه الأسئلة يجيب عنها خبراء التعليم والفن وأولياء الأمور والطلاب والمعلمين فى السطور التالية:
عن المشروع يتحدث هانى كمال المتحدث باسم وزارة التربية والتعليم مدير عام الأنشطة الثقافية والفنية قائلاً: إن مسرحة المناهج مشروع عظيم يتيح لطلاب المراحل الثلاث "الابتدائية والإعدادية والثانوية" فرصة التعلم بسهولة ويساعد على اكتشاف مواهبهم ويعيد النشاط المسرحى مرة أخرى ويجعل المادة الدراسية أكثر جذباً وتشوقاً بحيث تظل فى ذاكرتهم ولا تنسى مع انتهاء العام الدراسى بجانب تبسيط المادة العلمية والمناهج المقررة على الطلاب.
ويضيف هاني : هذا المشروع يتم إنتاجه من خلال شراكة بين وزارتى التربية والتعليم والثقافة علماً بأنه يمول عن طريق صندوق دعم وتمويل المشروعات التعليمية حيث رصد الصندوق 15 مليون جنيه لبرنامج مسرحة المناهج مقابل مليون جنيه العام الماضي.
ويؤكد مدير عام الأنشطة الثقافية والفنية أن البيت الفنى للمسرح يقوم بالاتفاق مع الفنانين والكتاب والمخرجين ليقوموا بعمل روايات مسرحية تجوب 27 محافظة على مستوى الجمهورية ويتم العرض فى قصور الثقافة والمسارح المدرسية ويتم البدء فى محافظات كثيرة منها المنوفية والغربية ومرسى مطروح وجنوب سيناء والقاهرة والجيزة وبور سعيد.
ويضيف كمال: من المواد الدراسية التى يتم مسرحتها اللغة العربية والإنجليزية والتاريخ والفلسفة والعلوم كعروض مسرحية تربوية ويتم الاتفاق مع القنوات المتخصصة على تصوير جميع المسرحيات وتسجيلها على "سى دي" يتم توزيعه على الطلاب بالمجان فى المدارس الحكومية بينما يباع للمدارس الخاصة.
تنظيم المنهج فى شكل حواري
أما فتوح أحمد رئيس البيت الفنى للمسرح فيقول : مسرحة المناهج عبارة عن تحويل محتوى المنهج الدراسى وطريقة التدريس إلى شكل مواقف حوارية طبيعية ويقوم الفنانون والطلاب أنفسهم بالمشاركة فى العروض من خلال تمثيل الأدوار التى يتألف منها الموقف التعليمى الجديد لاستيعاب وتفسير ونقد المادة العلمية لتحقيق أهداف المنهج الدراسي.
ويضيف فتوح : مشروع المسرحة يقوم على ثلاثة محاور، المحور الأول وهو منهجى يقوم على مسرحة المناهج كما ذكرنا سابقاً من خلاله لا يتم مسرحة القصص فقط بل أيضاً مسرحة المواد العلمية أما المحور الثانى فهو محور تربوى يقوم على تنشئة الطفل لاستيعاب المفاهيم الصحيحة لمعانى كثيرة مثل " حب الوطن بجيشه وشعبه وجهازه الأمنى والانتماء والتسامح والحب" بالإضافة إلى محور ثالث خاص بالتشغيل حيث سيقوم البيت الفنى للمسرح بانتداب مجموعة من الباحثين المسرحيين للمدارس لإعادة حصص المسرح والموسيقى للجدول المدرسى مرة أخري.
الحرية والمواطنة
ينتقل الحديث إلى حسن يوسف المشرف العام على المشروع من جهة وزارة الثقافة يقول: تم إنتاج أربع مسرحيات خلال العام الماضى منها "على مبارك" للصف السادس الابتدائى و"طموح جارية" للصف الثالث الإعدادى و"الأيام" للصف الثالث الثانوى، "سجين زندا"باللغة الإنجليزية وسينتج هذا العام 6 مسرحيات تغطى العديد من المناهج الدراسية بمختلف المراحل التعليمية وتؤكد معانى الحرية والمواطنة وقيمة الحوار ومحاربة القبح والفساد .. ومن بين هذه العروض التى سيتم إنتاجها أيضاً مسرحية " شجرة الدر "وغيرها التى تتناول منهج التاريخ للشهادة الإعدادية.
غضب الحروف
ويقول الكاتب محمد بهجت عن تجربته فى المشروع: سعدت بالمشاركة فى مشروع مسرحة المناهج وحريص على استكمال التجربة التى بدأتها بتأليفى مسرحية "هيا نقرأ" التى تتصدى لتدنى مستوى اللغة العربية حيث تعلن حروف الهجاء عن غضبها من استخدام اللغة غير الأخلاقى والمبتذل فتقرر الهروب والاختفاء فى أماكن بعيدة ويبحث أبطال القصة عادل وسعاد وأمل وعمر وغيرهم عنها فى أماكن مختلفة ومن خلال البحث يتعلم الأطفال نطقها وقد شارك فيه أطفال غير محترفين لتحقيق التفاعل مع العرض المسرحي.
والعودة للمشروع شيء مشرف فعرض المناهج الدراسية فى شكل عروض مسرحية قائمة درامياً على المناهج الدراسية أو من خيال السيناريست والمخرج يفيد المتلقى ويثبت المعلومة فى فكره ووجدانه.
كما أن الاهتمام بهذا المشروع ضرورة لإعادة المسرح المصرى إلى دوره وتأثيره السابق منذ عشرينيات القرن الماضي.
عمال تراحيل
ويتفق الفنان أحمد ماهر مع الرأى السابق ويضيف: المشروع بمثابة اسهامة جليلة لخدمة شباب الوطن مستقبل مصر واعتبره حرباً من نوع آخر للنهوض بالشباب ودعم لغيرته على البلد، ويؤكد ماهر صعوبة التجربة قائلاً : نشبه عمال تراحيل فى عملنا نحمل ملابسنا وكاميراتنا والديكورات من مكان إلى مكان فيما يشبه القافلة ورغم ذلك أؤمن بأننى أقوم بدور وطنى عظيم.
ويستطرد: إن العملية التعليمية تحتاج إلى أن تتحرر من جمودها ومللها فمن السهل أن أكره مادة علمية بسبب معلمها لأسلوبه غير المناسب فى الشرح ولكن من الصعب أن أكرهها بسبب ممثل.
فى مسرحية "شجرة الدر" إخراج أحمد رمضان بطولة أمل عبدالله وأقوم بدور نجم الدين زوج شجرة الدر.
ويعلن أشرف عبدالغفور نقيب الممثلين تحمسه لهذا المشروع ويضيف قائلا: للنقابة دور كبير فى مشروع مسرحة المناهج حيث تساهم بأعضائها اللامعين للتمثيل فى العروض المسرحية.
ويساعد المشروع فى تحويل المادة العلمية إلى عمل فنى يسهل الوصول إلى المتلقى خاصة إذا كان من يقدم العرض فنانون معروفون ومحبوبون، وعندما سألناه عن نيته فى الاشتراك فى تلك العروض رغم أن تلك العروض عائدها المادى ضئيل.
قال: إذا طلب منى المشاركة سأوافق دون تردد بعيداً عن التفكير فى الأمور المادية فمن المعروف أن المسرح من المجالات الفنية الفقيرة فى حياتنا الفنية ومن يعمل بالمسرح لا يفكر فى العائد المادى والتفكير فى الأمور المادية حول المشروع لا تشغل بالي.
وبعد أن نقلنا آراء القائمين والمشاركين فى المشروع والمتفقين والمختلفين معه من الفنانين ننتقل إلى الطلاب الذين هم أساس هذا المشروع.
يقول محمد عبدالله طالب فى المرحلة الثانوية: أرى أن مسرحة المناهج مشروع مفيد وممتع جداً فأنا أقضى أغلب أوقاتى أمام الكمبيوتر والتلفاز وبدلاً من أن أخسر وقتى فى سماع أشياء غير مفيدة أذاكر عبر التلفاز والكمبيوتر واستثمر وقتى فى مشاهدة العروض المسرحية التى تعرض منهجى التعليمى عبر " سى دى" لأبتعد عن الملل فى الكتاب المدرسي.
الدروس الخصوصية
وتتفق "حنان محمود" ربة منزل أم لطالب فى المرحلة الإعدادية مع الرأى السابق قائلة: إن المسرحة تكمل دور المعلم فى العملية التعليمية وهى مفيدة للقضاء على الدروس الخصوصية وآمل أن تعمم التجربة على كل المواد خاصة الرياضة لأنها تحتاج لجهد كبير لتوصيل المعلومة للطالب.
أما "رانيا لاشين" أم لطلاب فى المراحل التعليمية المختلفة فتقول: إن المشروع مفيد لكل المراحل فاستيعاب محتوى الكتاب الورقى من خلال مسرحية أو فيلم خاصة لو جسده ممثلون معروفون مفيد جداً مثل مسلسل "يوميات ونيس" للفنان محمد صبحى الذى يعلم القيم الإنسانية الجميلة، وأتذكر أننى عندما كنت طالبة فى الثانوية العامة شاهدت "سجين زندا" بدلاً من أن أذاكر الكتاب المدرسى وأجبت جيداً فى الامتحان بناءً على مشاهدته.
ساحة النقاش