المهرجانات الفنية العديدة التي تقام كل يوم تقريبا على ربوع مصر، هي ليست حدثاً عابراً، وليست مناسبة احتفالية خالية من أية قيمة كما يصورها معارضوها، بل إنها ذات أثر ثقافي وشعبي يبقى أثره لفترات طويلة، وهو أحد شواهد نهضة البلدان، والدول الشقيقة من حولنا التي تنفق على المهرجانات الفنية والثقافية على أرضها بسخاء هي في الحقيقة تعرف مردود ذلك عليها في السياحة والاقتصاد وأيضا الدور التنموي والارتقاء بشعوبها؛ ولذلك علينا أن نشجع هذا الدور المتنامي لمؤسسات وهيئات وأفراد دخلوا هذا المجال خلال السنوات العشر الأخيرة، وارتفع بشكل غير مسبوق في السنوات الثلاث الماضية، وهو ما يعني أن المهرجانات الفنية أصبحت سلعة أيضا تحقق العائد المادي والأدبي الجيد، وينبغي أن تساند الدولة هذه الصناعة الوليدة اعترافا بأثرها في بناء العقول عبر تنمية الذوق والحس الجمالي بل والترفيهي لدى الأفراد طالما أنهم يعملون تحت توجه وطني، فحلم النهضة الشاملة يتطلب مثل هذه الفعاليات الثقافية الكبيرة، وربما ليست مبررة تلك المخاوف التي يحملها التحذير من أن تتحول تلك المهرجانات إلى ما يشبه التجارة الحرام من خلال أنشطة فاسدة لا تسعى إلا إلى الربح عبر بضاعتها،أما إذا كان الحدث يتيح للمشاهد وللضيوف من السائحين التعرف على ثقافة وإبداع هذا البلد من سينما وغناء ومسرح، فأهلا به، نقول هذا بمناسبة إقامة المهرجان الكثوليكي للسينما، وهو مصدر إشعاع حقيقي ويلعب دورا مهما في مباركة الفن النظيف ونرى أنه من المهم أن تمد الدولة أيديها لدعم هؤلاء الجادين سواء بالقاعات أو بالمشاركة في الجوائز المعنوية؛ خاصة وأن مهرجان المركزالكاثوليكي للسينما أثبت مقدرة هائلة على الصمود طوال سنوات عديدة ماضية وساهم في تنشيط الحركة السينمائية الجادة بقيادة حكيمة من الأب الراحل النبيل يوسف مظلوم مؤسسه وصولا إلى النشط، الدمث، الناقد الأب بطرس دانيال الرئيس الحالي للمركز والمهرجان.