على الرغم من تواجد المنتجات المصرية فى السوق المحلية وقدرتها التنافسية مع المستورد إلا أننا أحيانا ما نلجأ إلى شراء المستورد دون سبب واضح ، لذا حاول البعض تبنى العديد من المبادرات لتشجيع منتجاتنا المصرية من السلع وبخاصة الغذائية وكذلك الفنية فكيف نعود إلى اختيار المنتج المصرى عند الشراء؟
البداية مع أمنية أبوالقاسم، مؤسسة مبادرة "المصرى ماركت" تقول: بدأت الفكرة منذ أكثر من 8 أشهر وهى منبثقة من مبادرة "فكرتك شركتك" التى أطلقتها وزارة الاستثمار واشتركت فيها 15شركة من مختلف المحافظات بهدف تمكين الشباب من الاستثمار وتحويل البلد إلى مركز صناعى وتجارى فى المنطقة وعودة الثقة والريادة إلى المنتج المصرى، بينما تهدف مبادرتى إلى تسويق المنتجات المصرية فى مجال الصناعات الغذائية والمنظفات وغيرها من المنتجات التى ما زالت متواجدة كشركات ومصانع لكنها اختفت من السوق المصرى لقلة منافذ التوزيع وبعد المسافة وليست لقلة الجودة وذلك من خلال الموقع الإلكترونى "مصرى ماركت" والصفحة الرسمية على موقع التواصل الاجتماعى الشهير فيس بوك والتى تحمل نفس الشعار، حيث أقوم بدور الوسيط بين المصنع الوطنى ومنتجاته والمستهلك لعودة شعار "صنع فى مصر" فى جميع المنازل المصرية من خلال المنتجات المحلية، خاصة وأن الكثير من المنتجات المصرية تتفوق على نظيرتها المستوردة بشهادة المستهلك مثل العصائر والصلصة، فشركة "قها" الوطنية تنتجها أفضل من نظيراتها، وكذا بعض المنظفات كـ "سافو، وبيوكلينا للغسالات الأتوماتيك" إلا أن المشكلة الرئيسة لتلك المنتجات تتركز فى ضيق رقعة التوزيع، فالمستهلك بمجرد معرفته بعمل تلك الشركات ووجود موزعين لها يقبل على الاتصال من خلال الموقع الأمر الذى يتطلب من بعض الشركات زيادة خطوط الإنتاج كالصلصة والعصائر بخلاف "الديتول" المصنع بشركة "الملح والصودا" والمطروح بسعر أقل من مثيله المستورد ب50%.
المنتجات اليدوية
أما عن المنتجات المصرية اليدوية والتى تحتل مراكز متقدمة عالميا فيقول هشام الجزار، وكيل المجلس التصديرى المصرى للصناعات اليدوية: يبدأ تسويق المنتج المصرى من خلال الاهتمام بتدريب الشباب القائم على كيفية تسويق منتجاتهم من خلال المشاركة فى المعارض ومعرفة مواعيد إقامتها، ويكون التدريب الذى يتلقاه أصحاب الورش والمصانع مطروحا من خلال دراسات دقيقة للأسواق الخارجية والداخلية والأماكن التى تساعد على توزيع كل منتج حسب نوعه، فالمنتج المصرى اليدوى له مكانة كبيرة فى الخارج والداخل، فهناك أكثر من 9 قطاعات يدوية تحمل شعار "صنع فى مصر" تلقى رواجا كبيرا فى الداخل والخارج منها على سبيل المثال صناعة المنسوجات والزجاج والمعادن والأخشاب، مشيرا إلى أن هناك أكثر من 80 تجمع للصناعات اليدوية منها قرية ساقية أبوشعرة بالمنوفية والتى تحظى بشهرة عالمية في صناعة وتصدير السجاد اليدوي، وأخميم للمنسوجات والتى اشتهرت كمدينة بمحافظة سوهاج منذ العصر الفرعونى بصناعة تلك المنسوجات اليدوية لندرتها وجودتها وجمالها.
وعن حجم الصادرات المصرية فى ذلك المجال والتى تحمل شعار "صنع فى مصر" أكد هشام أن الصادرات من المنتجات اليدوية تبلغ 250 مليون دولار سنويا ومن المتوقع أن ترتفع بحلول 2025 إلى 450 مليون دولار، لافتا إلى أن حجم السوق الداخلى يعتمد بصورة رئيسية على المعارض، مشيرا إلى أن آخر معرض تمت إقامته استمر على مدار ثمانى أيام حقق 20 مليون جنيه مبيعات ما يدل على نجاح شعار "صنع فى مصر".
أما د. وهاد سمير، أستاذ الحلى بالمعهد العالى للفنون التطبيقية، فتؤكد أن الصناعات المصرية اليدوية خاصة الحلى تشتهر بها مصر منذ آلاف السنين، لافتة إلى وجود بعض العوامل التى تضعف تلك الصناعات منها انتشار ظاهرة "التوكتوك" والذى يتسرب للعمل به أغلب الحرفيين العاملين فى تلك الصناعات، وتقول هناك بعض المنتجات المصرية كأعمال الديكور المشغولة بالكورشيه والحلى ليس لها بديل فى مختلف أنحاء العالم ما يجعل مصر فى تلك الصناعة صاحبة ريادة، كما أن قرار الرئيس السيسي بمنع استيراد السلع اليدوية ساهم بشكل كبير فى إنقاذ الصناعة اليدوية المصرية من الغزو الصينى حيث ساعد أصحاب الورش على المنافسة مع مختلف الصناعات الأخرى.
وعن مستقبل المنتج المصرى تؤكد د. وهاد أن الدولة تحرص على دعم الصناعة المحلية من خلال تنظيم المعارض بشكل مستمر لتوفير المناخ المناسب لأصحاب تلك الصناعات لعرض منتجاتهم، لافتة إلى أن تلك المعارض تشهد إقبالا كثيفا من قبل المواطنين ما يؤكد وعى الشعب المصرى ودوره فى دعم منتجاته المحلية.
ساحة النقاش