تعد الصداقة أهم وأرقي واسمي علاقة تربط البشر بعضهم البعض بعيداً عن المصالح فإذا كانت بين رجل ورجل أو امرآة وإمرأة (أي من نفس النوع) فهي معترف بها في أي مكان في العالم أما إذا كانت بين رجل وإمرأة دون تربطهما علاقة (الزواج) فإنها تدخل في دائرة تزيد فيها المعارضة ويقل فيها التأييد وخاصة في المجتمعات الشرقية بعكس ما يحدث في المجتمعات الغربية فهي معترف بها هناك فهل تعترفون أنتم أيضاً بهــا؟
تقول (سهام سعيد) مهندسة ميكانيكا تقول أرفض مبدأ الصداقة بين الجنسين سواء قبل الزواج أو بعده فبدلاً من أن أحكى لشخص أيا كان فيكون غريباً عن عائلتى أسرار عائلتى وبيتى فمن الأولى أن أحكى لزوجى لأنه يخاف على مصلحتى اكثر من أى شخص.
تعارضها (منى أحمد) محاسبة : «أنا عندى صديق بالفعل فهو زميلى بالعمل وعندما أحتاج للمشورة ألجأ إليه خاصة وزوجى مسافر دائماً وأهلى يسكنون بعيداً عنى فلا أجد غيره لكى يساعدنى عندما يمرض أولادى أو أى ظرف طارئ علماً بأن زوجته صديقتى (فنحن الثلاثة) أصدقاء عمل»
يقول (اسماعيل السيد) موظف بالسجل المدنى أنا ارفض تماماً أن توجد علاقة صداقة بين زوجتى ورجل غيرى بالرغم من أننى اثق بها ولكنى أغار عليها من أى أحد.
أما (إمام إبراهيم) مدرس بالتعليم الأساسى يقول زوجتى كانت تعمل قبل الزواج فعارضت عملها وأقنعتها أن تترك العمل بعد الزواج لأنى لا أحب اختلاطها بأحد حتى ولو بمجرد الزمالة والصداقة لا اعترف بها أطلاقاً وأقصد بين الرجل والمرأة .
(عبدالفتاح السيد) محام يقول ارفض دائماً الصداقة بين الجنسين فعندما كنت أدرس بالجامعة كنت لا أعترف إلا بالزمالة فقط لأننا لسنا فى أوروبا أو أمريكا .
يقول (محمد عبدالرازق) طبيب بشرى زوجتى بالفعل لها صديق وهو فى نفس الوقت صديقى وتربطنى به معرفة شخصية فعندما يتحدثان معاً اكون على علم بما يدور بينهما فهم أصدقاء عمل وأنا عندما تعرفنا على بعض وعرفتنى به زوجتى تأكدت من شخصيته وأخلاقه واحترامه لزوجته وبيته وأيضاً ثقتى بزوجتى تفوق الحدود ونحن تزوجنا عن قصة حب كبيرة .
د. سامى مرسى النجار وكيل كلية الآداب لشئون الطلاب بجامعة الزقازيق وأستاذ علم الاجتماع بالكلية يؤكد أن الصداقة البرئية فى العالم الثالث بين رجل وفتاة أو امرأة مفهوم غير معترف به بأى حال من الأحوال لأن المستوى الثقافى للشعوب بصفة عامة وخاصة الدول الشرقية لا تتفهم هذا النوع من الصداقات علي عكس ما هو فى المجتمعات الغربية الصداقة معترف به ولها دلالتها القائمة على الاحترام من البشر أنفسهم بل والمجتمع أجمع ولهذا فإن الرجل أو المرأة لا يأبه بكلام الناس إذا كان له صديق من الجنس الآخر على أساس أن الصداقة بريئة أو غير بريئة ففى الحالتين كلام الناس لا ينقطع ولكى نواجه هذا التفكير يجب أن نرتفع بالثقافة العامة وخاصة الثقافة الجنسية وبذلك نكون قد اعترافنا بالصداقة.
تقول د. منى رضا أستاذ الطب النفسى بجامعة عين شمس - الصداقة شىء جميل وتتولد من خلال العلاقات الإنسانية من خلال العمل أو الدراسة ولابد من وجود الثقة المتبادلة بين الرجل وزوجته ومشاركته وتدخله فى الحوار بين زوجته وصديقها فى المكالمات التى تدور بينهما وهذا يشعر الصديق أن الزوج على دراية بما يدور بينهما فيمنع أى شىء خاطئ بينهما إذا كان يخطط لشىء ما فيشعر أن صديقته (المرأة) تثق بزوجها وتعرفه كل شىء وهى لا تخفى أى شىء على زوجها وأن صداقتهما بريئة مثل الأخوة وهو يتعامل بنفس المعاملة.
وتكون صداقة بريئة قائمة على الأخوة والاحترام المتبادل وليس معنى الصداقة أن يطلب الصديق المرأة (صديقته) تليفونياً فى وقت متأخر أو يطلب منها مقابلتها فى أى مكان حتى لو مكان عام فيجب إذا لزم الأمر واراد مقابلتها لشىء هام أو طارىء أن تقابله ومعها زوجها أو ايهما الأكبر حتى لا تعطى فرصة للقيل والقال لأننا فى مجتمع شرقى لا يسمح بذلك وإذا سمح تكون فى أضيق الحدود وزوجها معها ويجب أن تراعى المرأة مشاعر زوجها حتى لو أعطاها إحساساً بأنه يقبل بالصداقة ومهما وثق بها وتركها تفعل ما تريد فلابد من احترامها لسمعته ومشاعره لأن الزواج مبنى وقائم على الاحترام والود وأن تعلم أن كرامتها من كرامته وسمعتها من سمعته لذلك يجب أن تحرص على التفاهم الشديد بينهما حتى لا تلجأ إلى شخص غيره كصديق فبدلاً من أن تحكى لشخص غريب تحكى له أسرارها وتشاركه وتناقشه فى مشاكلها واذا كانت مشكلة تخصهما فالافضل أن تحل بينهما لأن البيوت أسرار.
ساحة النقاش