كتب : حسان فاروق
تناولت السينما المصرية عددا من المشاكل التي تعاني منها مصر وعلى رأسها الزيادة السكانية، ومدى تأثيرها على الأسرة المصرية، فقدمت السينما العديد من الأعمال السينمائية توتة توتة « حول هذه الأزمة ونتذكر جميعا الأغنية الشهيرة توتة ولا تخلص الحدوتة .. دي بتبدأ من جديد .. ما دام في ..» كل جانب أفواه على أرانب .. وبياكلوا من جديد بهذه الكلمات تبدأ حدوتة أحد أشهر الأفلام التي ناقشت وغيره من الأعمال، فكيف » أفواه وأرانب « الزيادة السكانية تناولت أعمالنا الفنية هذه المشكلة وهل استطاعت أن تقدم لها حلولا مجدية؟
فى البداية يرى الناقد الفنى نادر عدلى أن السينما قدمت أعمالا كثيرة تناولت فيها الزيادة السكانية لكنها قدمتها بشكل اجتماعى، بمعنى أنها تعرض الفكرة ولا تعرض الضرر الشديد يسببها، فنلاحظ في لفاتن حمامة إهمال » أفواه وأرانب « الفيلم الشهير الوالدين؛ فالأول سكير يعمل في السكة الحديد مهمل لأسرته واﻷم تعاني من ثقل الحمل، ولكي » عبد المجيد « يتخلصا من وضعهما المزري يرى وزوجته أن تقبل نعمة من زواج المعلم البطاوى لكى تصرف عليهما وعلى أولادهما، ولكن المشكل من أساسها لا يتعاملوا معها لأنها كانت قائمة فى لأنهم كانوا ،» عزوة « مصر أصلا، وهى أن الأولاد يعملون فى الأرض، يزرعون ويحصدون ويحصلون على أجر إلى حين تواجدت الأزمة بالفعل عندما قلت الأرض وظهرت المصانع والأعمال التى تبتعد عن زراعة الأرض أو بمعنى أدق اختفاء حياة الريف وظهور حياة جديدة وأعني حياة المدينة وهنا ظهر التكدس والبطالة.
يضيف عدلى: » حين ميسرة « فيلم هو الفيلم الذى لمس هذه المشكلة لكن كانت فى إطار العشوائيات.
ويؤكد عدلى على أن المشكلة قائمة بحد ذاتها لأنه لا توجد متابعة سينمائية تحذر من المخاطر، وذلك من وجهة نظري، حدث ذلك لأن السينما قاهرية أكثر وكانت تتعامل مع مشكلات المدينة بشكل مكثف، في حين أن غالبية سكان المدينة كان لديهم وعى كبير وهم لا يفضلوا الإنجاب الزائد، بل يفضلون أن ينجبوا من الأبناء اثنين لا أكثر حتى يحسنوا تربيتهم تربية سليمة ويلتحقوا بمدارس مناسبة، ويحظوا بمستوى جيد من المعيشة، من هنا يتضح أن أزمة الكثافة السكانية هى أزمة متعلقة بالريف ومعالجتها تحتاج إلى أعمال فنية عديدة.
يتفق مع هذا الرأى الناقد الفنى محمود قاسم، مؤكدا أن طرح القضية بدأ عندما بدأ الإحساس بالمشكلة مع ارتفاع معدلات الهجرة من الريف والصعيد إلى العاصمة، ما أدى إلى زيادة الزيادة السكانية بالقاهرة.
يضيف قاسم أنه فى عام 2000 كانت الأفلام تدور أحداثها فى المنتجعات الراقية، ولم يهتم أحد بطرح المشكلة، وفى عام 2009 عاد الاهتمام بالقضايا المجتمعية، وتم تقديم القضية من خلال عدد من الموضوعات المتعلقة بها فى عدد من الأفلام منها فيلم ، » حين ميسرة « والتى كانت ،» الغابة « و تطرح موضوعات ناتجة عن الزيادة السكانية، كما يرى قاسم أن هذه الأعمال لم تحقق هدفها المطلوب بسبب وجود منافس أقوى، وهو ثقافة الدعوة للإنجاب التى لا يستطيع أحد مقاومتها.
في حين أكدت الناقدة ماجدة موريس، على أن السينما قدمت عددا كبيرا من الأعمال التى تخص الأزمة السكانية مثل أم العروسة وأفواه وأرانب والحفيد ويوم حلو ويوم مر لخيرى بشارة، كل هذه الأعمال قدمتها السينما بالفعل ولكنها تعتبر أن السينما لا تقدم حلولا أو معالجة لهذه الأزمة السكانية على الشاشة بل قدمتها بشكلها العائلى، وإمكانياتها الضعيفة وأفرادها الكثيرين جدا.
تضيف موريس: السينما ليس مطلوب منها أن تقدم حلولا لأن الفن كل » يشاور « ما عليه أن يحذر و على القضايا والمشكلات الاجتماعية.
أما الدراما المصرية فقد كان لها تأثير قوى فى تناول قضية تنظيم الأسرة، وحققت نتائج جيدة آنذاك، منها وما زال النيل « مسلسل للراحل أسامة ،» يجرى أنور عكاشة، مشيرة إلى أن التناول الدرامى المباشر كالذى قدمته الفنانة القديرة كريمة مختار، عندما جسدت شخصية طبيبة تقدم إرشادات للمواطنين، وقد حقق ذلك نجاحاً كبيراً منذ أكثر من 20 عاماً.
ساحة النقاش