حوار : شيماء أبو النصر

 

المستحيل كلمة لم تعرف يوما طريقها إلى د. جهاد إبراهيم التىسجلت بحروف من نور قصة كفاحها وانتصارها فى معركة الحياة ضد الفقر والتنمر والإعاقة حتى أصبحت رمزا للأمل والطاقة الإيجابية، ومصدر إلهام للباحثين عن حياة أفضل مهما كانت الظروف والتحديات، حتى جاء تكريمها فى اليوم العالمى للشباب كقدوة ورمز ومصدر للطاقة الإيجابية لشباب مصر والعالم كله..

"حواء" التقت د. جهاد إبراهيمللحديث عن التكريم وأهم محطات حياتها وعملها الجامعى، وتجربتها تحت قبة برلمان 2020 ممثلة عن ذوى الهمم وحلمها فى تأسيس أكاديمية عالمية للتنمية البشرية لمساعدة شباب العالم على الحياة بشكل أفضل.

 

فى البداية كيف استقبلت خبر تكريمك فى اليوم العالمى للشباب؟

شعور كبير بالفخر والسعادة أن تكون رسالتى هى بث الأمل والطاقة الإيجابية لكل الناس وإلهام كل الناسوأن يتحقق لك بالفعل،فشعرت بفرحة كبيرة لأن حكيت حكايتى كقصة ملهمة أمام 200 وفد من 20 دولة عربية فى اليوم العالمى للشباب، وتم تكريمى من مجلس الشباب العربى للتنمية برئاسة د. مشيرة أبو غالى، وبرعاية جامعة الدول العربية، ووزارة الشباب والرياضة، وشعرت بسعادة بالغة من كلمة د. أشرف صبحى، وزير الشباب والرياضة ورئيس المكتب التنفيذى لمجلس وزراء الشباب والرياضة العرب، ولا أنسى كلمته بمجرد رؤيتى "طالما د. جهاد موجودة فالطاقة الإيجابيةأيضا موجودة وكلنا هنشحن طاقة إيجابية"، فلدى إحساس كبير بالفخر أن أكون مصدر إلهام وطاقة إيجابية للآخرين، وهذا التكريم له مكانة خاصة فى قلبى حيث شعرت بحب جميع المتواجدين داخل مسرح وزارة الشباب وتسليم درع التكريم لى فى مكانى.

 

لك حظ كبير من اسمك فى معركة الحياة.. كيف اجتزت أهم الصعوبات فى حياتك حتى أصبحت شخصية ملهمة؟

بالفعل نعيش فى معركة الحياة نواجه تحدياتها وصعوباتها، فى كلمتى أمام الحاضرين فى التكريم قلت: "تخيل أن تربط قدميك لمدة أسبوع فقط تعيش وتفعل كل شيء وقدميك مربوطتين، هذا هو واقع وحياة ذوى الهمم على الكراسى المتحركة يعيشوا الحياة وأقدامهم مربوطة وأجسادهم على الكراسى، صعود كل سلمة أو رصيف تحدى، فى كل حلم تحدى، فالتحديات كبيرة جدا لذلك يجب أن تكون طموحاتنا وأحلامنا أكبر من أي تحدى حتى نستطيع مواجهة هذه التحديات والنجاح فى الحياة، رحلة من الطفولة بدأت بإصابة بشلل الأطفال فى عامى الأول، عايشت الفقر والتنمر وأن أسمع عبارات "مين هيتجوز بنت مشلولة، وخسارة الحلو ميكملشى".

عندما حصلت على كرسى متحرك وكان عمرى وقتها 8سنوات شعرت بأول فرحة وكأنى ملكت العالم، ثمأكرمنى الله وانتظمت فى المدرسة ونجحت فى سنواتى الدراسية بتفوق حتى وصلت للجامعة، والتحقت بكلية البنات بجامعة عين شمس وكنت الأولى على الدفعة وتم تعيينى معيدة فى الكلية بقسم الاجتماع وعلم النفس، والحمد لله مازالت أواجه الحياة بكل قوة وسعيدة بكونى مصدر إلهام لمن حولى، ومن يعرف حكايتى فى معركة الحياة يعرف أيضا أن الإيمان بالله والثقة فى النفس وعوض ربنا أكبر من أى فقد.

 

د.جهاد بطلة فى السباحة.. كيف أثرت تجربة الرياضة والتفوق فيها على حياتك؟

تعلمت السباحة بالصدفة بعد تخرجى من الجامعة، كان عندى دائما حلم أنى أقف على قدمى، وأجريت عدة عمليات وأثناء وجودى فى مركز العلاج الطبيعى والتأهيل فى العجوزة قابلت خبيرة ألمانية نصحتنى برياضة السباحة، وبالفعل تعلمتها وأصبحت رياضة السباحة هى الأكسجين الذى أتنفسه فى حياتى، ودخلت بطولات كثيرة، وفى رحلتى كنت أبحث عن نفسى حتى اكتشفت أن رسالتى هى إلهام الأخرين وبث الأمل، وأنالبطولة الحقيقية أن يكتشف الإنسان نفسه ويتصالح معها وأن يكون صاحب بصمة فى الآخرين.

 

وما رأيك فى الاهتمام الرئاسى بتمكين الشباب فى المناصب القيادية والتنفيذية؟

الحديث عن الرئيس عبد الفتاح السيسى يحتاج لمجلدات حتى نعطيه حقه، فالرئيس لديه طاقات وعشق لتراب الوطن غير محدود، يهتم بكل فئات المجتمع وليس فقط بتمكين الشباب، كذلك اهتمامه العظيم بالمرأة وهو أول من أطلق عبارة عظيمات مصر، وكان لى عظيم الشرف أن حاورته وحمل على يديه ابنتى كارما، ولن أنسى مقولته لى" مصر ستظل عظيمة طالما فيها عظيمات زيك"، واهتمام الرئيس الكبير جدا بذوى الهمم ووصفه لنا بـ"أصحاب الأرصدة الخاصة"، ونحتاج أن يكون لدينا الكثير من نفس مدرسة الرئيس فى الأخلاق وعشق الوطن وامتلاك طاقة الأمل والعمل والإنجاز التى رأيناه خلال 7 سنوات لم نكن نحلم بما وصلنا إليه من قوة مؤسسات دولة وتمكين سياسى للشباب وطرق وكبارى ومشروعات عملاقة وعاصمة جديدة تضاهى العواصم الأوروبية والعالمية.

 

وماذا عن حلمك بالأكاديمية العالمية للتنمية البشرية وعملك كمحاضر للتنمية البشرية وأستاذة جامعية؟

بعد حياة مليئة بكل أشكال التنمر على إعاقتى الحمد لله ربنا أكرمنى بحياة طبيعية تعلمت وتفوقت ثم تم تعيينى فى الجامعة،وتزوجت وأنجبت ابنتى كارما-5سنوات-وهى الحلم والهدية الأعظم فى حياتى والتى تأكدت معها أن الله هو العدل المطلق، وأطلقت اسمها على أكاديمية للتدريب والاستشارات وهى المنبر الذى نرسل من خلاله كل طاقات الأمل والعمل والطموح لتدريب الشباب فى المؤسسات والوزارات، وأتمنىأن تصبح فى المستقبل أكاديمية عالمية للتدريب وتقديم الاستشارات وبث الطاقة الإيجابية ونشر طاقة السلام للعالم كله، وهذه رسالتى كمحاضرة ومدربة تنمية بشرية ومتخصصة فى التحفيز.

 فى بداية تجربتى البرلمانية قلت: "هاتوا لى مليون شاب محبط وأنا أعلمهمإزاى يحلم، وإزاى يحب بلده،وإزاى يكون عنده انتماء"، فطاقة التحفيز لدى من أفضل ما يكون، أما حلمى كأستاذة جامعية فهذا هو الحلم الذى ثابرت من أجله كثيرا وأهتم بتعليم طلابى كيف يكون لديهم طموح وأمل وحب للحياة.

 

وماذا عن تجربتك تحت قبة البرلمان؟

تجربتى تحت قبة البرلمان من أعظم التجارب التى خضتها فى حياتى، وتجربة حريصة على تعليمها للجيل القادم، فالأحلام تصبح حقيقة عندما نؤمن بها، وأنا كبنت ريفية عشت فقر وتنمر وإعاقة لم أكن أتخيل أن أصبح فى يوم من الأيام نائبة فى البرلمان، وفخورة جدا بتمثيلى للشباب والمرأة وذوى الهمم، والجميل أن أشعر بمحبة كل زملائى من النواب السابقين والحاليين سواء أغلبيةأو معارضة وهذا رزق كبير من الله، ودائما كنت أقول تحت قبة البرلمان أن الأمل قضية أمن قومى فنحن نستطيع حماية حدودنا والدفاع عنها بالسلاح والجنود، وحماية فكر شبابنا لا يكون إلابغرس الأمل وصناعة الوعى فنحن فى معركة حقيقية للوعى، كما تناولت قضايا كثيرة من قضايا الشباب، وشاركت فى القانون رقم 10لسنة 2018 لحقوق الأشخاص ذوى الإعاقة، وكذلك القوانين الخاصة بمناهضة العنف ضد المرأة وختان الإناث، كما شاركت فى لجنة السياحة والطيران المدنى ولجنتى الإسكان والإعلام، والحمد لله راضية عن أدائىومازلت مستمرة فى رسالتى سواء فى العمل العام أو مؤسسات المجتمع المدنى وفى الجامعة وفي مؤسسة التنمية البشرية"كارما لايف أكاديمى" لنشر الأمل والطاقة الإيجابية.

 

وما دورك فى دعم الشباب وهل قمت بأى مبادرات فى هذا الإطار؟

أطلقت مبادرة مع وزارة الشباب والرياضة استمرت أكثر من عام قمنا فيها بجولة فى جميع مراكز الشباب على مستوى الجمهورية برفقة وزير الشباب والرياضة الذى أقدم له عظيم الشكر، ومدرب التنمية البشرية بسام خورى الذى كان له دور كبير فى تغيير حياتى وحياة الكثير من الشباب للأفضل، وتقوم المبادرة على بث الأمل والطموح فى نفوس الشباب ودفعهم للعمل والاجتهاد فى الحياة.

 

وما رأيك فى إطلاق اتحاد شباب الجمهورية ودوره فى إعداد كوادر شبابية وطنية وصقلها بالخبرات العلمية والاجتماعية والسياسية؟

إطلاق اتحاد شباب الجمهورية عمل عظيم ويدل على إيمان السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى بالشباب وقدراتهم وأنهم قادة المستقبل وتمكينهم بعد إهمالهم لنحو 30 عاما، وهى فكرة أكثر من رائعة وبلدنا ستبنى بالشباب والمرأة وكل فئات المجتمع معهم.

 

وما رأيك أيضا فى البدء بتفعيل قانون ذوى الهمم والاهتمام الرئاسى بهذا الملف؟

الرئيس عبد الفتاح السيسى فى الاحتفال باليوم العالمى لذوى القدرات الخاصة أكد أنه ينتظر هذه الاحتفالية كل عام لأن ذوى الهمم هم أصحاب الأرصدة الخاصة - على حد تعبيره، ونحن الأن لدينا 9نواب ممثلين عن ذوى الإعاقة وهذا أكثر مما كنا نحلم ونطمح فى الوصول إليه، نحن فى معركة وعى أن ذوى الهمم هم جزء من المجتمع لهم حقوق وعليهم واجبات وهذه ثقافة جديدة يتم غرسها فى المجتمع برعاية ودعم من القيادة السياسية، ونحن نفتخر بذلك جدا، ومطلوب من الإعلام تسليط الضوء على القضايا الخاصة بذوى الإحتياجات الخاصة، والنماذج الملهمة المكافحة منهم، وكذلك تسليط الضوءعلى الإنجازات التى يحققها أبطال مصر من ذوى الهمم فى البطولة العالمية الباراليمبية.

 

كيف توفقين بين دورك كأم ومشاركتك فى العمل العام؟

ابنتى كارما أعظم وأجمل هدية من ربنا ليا وحلم تحقق بفضل الله، وحتى بعد وفاة والد كارما أصبحت لها الأب والأم وهى مسئولية كبيرة جداأدعو الله أن أوفق فيها، وكارما الآن تبلغ من العمر 5 سنوات ورغم صغر سنها أقوم بتدريبها على الاعتماد على نفسها ومساعدتى كما أهتم فى تربيتها على غرس احترام الآخر وتقبل الاختلاف.

 

وما الرسالة التى توجهينها إلى قراء حواء؟

رسالتى احلم وكسر المستحيل، أحلامنا تصنع لحياتنا طعم ولون، بالإيمان والصبر والسعي نستطيع تحقيق كل أحلامنا.

المصدر: حوار : شيماء أبو النصر
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 523 مشاهدة
نشرت فى 9 سبتمبر 2021 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,806,491

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز