بقلم : د. رانيا شارود
يعد الاحتفال بيوم المرأة العالمى تقديرا لما تقوم به بنات حواء من أدوار مجتمعية وأسرية بل على مختلف الأصعدة ومن بينها العمل العام والسياسى، فهى ليست نصف المجتمع كما يقال بل هى المجتمع كله لأنها الحبيبة والزوجة والصديقة والأم والأخت والبنت والخالة والعمة، هى كالسراج تنير الطريق لشريكها فى الحياة، وطاقة النور والأمل التى تبعث فيه روح التحدى والقوة لبناء أسرة عظيمة.
فكما يقال وراء كل رجل عظيم امرأة فالمراة الصالحة سواء كانت أما أو زوجة أو أختا أو حبيبة تعطى للرجل قوة وتساعده فى التغلب على الصعاب، تكون سندا لزوجها تمده بالطاقة الإيجابية وتعينه على تحمل المسئولية وتدفعه للوصول لقمة النجاح، هى بحق النعمة التى ينعم بها الله عز وجل على زوجها.
وقد كرم الله المرأة فى كتابه العزيز حيث قال تعالى وقضى ربك ألّ تعبدوا إ لاّ إياه وبالوالدين إحساناً كما أوصى الرسول صلى الله عليه وسلم بحسن صحبتها فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى رسول الله فقال: يا رسول الله، من أحق الناس بحسن صحبتي؟ قال: أُمك، قال: ثم من؟ قال: أُمك، قال: ثم من؟ قال: أُمك، قال: ثم من ؟ قال: أبوك .
فالمرأة منذ قديم الزمن تقف مع زوجها جنبا إلى جنب لتجعله ملكا فى بيته وحياته وعمله، فالمصرى القديم صانع أعظم حضارة قد بناها يده بيد زوجته، لذا فان لديها القدرة على تحمل الصعاب وتحويل نقاط ضعفها إلى قوة فهى مثابرة ومكافحة.
إنها رمز الحنان والمحبة، تربى الاولاد وتتعامل معهم رغم اختلاف طبائعهم، حتى عندما ترزق بطفل من ذوى الهمم تسعد به وتنمى قدراته ليصبح بطلا فى محافل كثيرة، وفى مصر أمثلة كثيرة من ذوى الهمم الذين نفتخر بهم فى حياتنا والذين كان العامل الأهم فى نبوغهم أمهاتهم.
عظمة المرأة تتجلى فى الكثير من المواقف و الأعظم من تضحياتها بأعزائها فى سبيل تحقيق أمن الوطن واستقراره فهى أم الشهيد وزوجته وابنته، وأتساءل كيف لها هذه الأم أو الزوجة تتحمل فقد عزيز لها لنجدها صابرة محتسبة بل تربى أبناءها ليكونوا ابطالا يفيدون الوطن بدمائهم ويتمنون الشهادة؟ الأمر الذى يجعلنى أؤكد أن المرأة صاحبة انتماء وطنى قوى ودور كبير منذ الحضارة الفرعونية فى الحروب فكانت تقوم بتشجيع زوجها فى الحروب وعلاج المصابين والمرضى، كما شاهدنا دورها فى العصر الحديث أثناء حرب أكتوبر، وتطوعها فى الهلال الأحمر.
إنها المرأة المصرية طاقة النور والأمل، لذا لا يكفيها يوم واحد للاحتفال بها فى العام بل العام كله، وقد كرمها فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسى واهتم بها وحرص على إبراز دورها فى مختلف المحافل، فلم تخل خطاباته من توجيه التحية لها على ما قدمته وتقدمه لوطنها، فكل التحية والتقدير للمرأة فى يومها وشهرها.
ساحة النقاش