نجلاء ابو زيد
تبديل الأدوار
طلقت بعد عامين من زواجى الأول وتوليت مسئولية تربية أبنائى وعملى ونجحت واستطعت إبهار من حولى لقدرتى على إدارة حياتى وحياة أبنائي حتى بلغت ال35 وأصبح أولادى فى مراحل دراسية مختلفة، ووسط انشغالى بعملى قابلت أحد العملاء وكان أرملا ولم ينجب وشعرت بأنه رجل بكل معانى الكلمة ويريد أن يتحمل معى مسئولية أولادى، ووافق الجميع وتزوجنا فعلا منذ أشهر قليلة، لكن مشكلتى الحالية أننى لم أتعود أخذ رأى أحد فيما أفعله وقد أصبح هذا الأمر يضايقه جدا ويتسبب فى مشاكل كثيرة، والدتى تخبرنى أننى لطول فترة حياتى بلا رجل أصبحت رجلا وأننى يجب أن أتغير وأصبح أنثى وأشرك زوجى فى قراراتى وما يخص أولادى وأن استأذنه إذا أردت القيام بشيء ما، وأنا غير مقتنعة بما يقوله زوجى أو أمى وأرى أننى يجب أن أظل كما اعتدت، فهو ارتبط بى ويعلم أن لدى عملا خاصا وقراراتى من دماغى وليس من حقه الآن فرض قيود، علاقتنا تتعقد يوما بعد الآخر بسبب مواعيد عودتى وشعوره أن هناك تبديلا للأدوار فهو يجلس مع الأولاد وأنا أتأخر فى مكتبى، وللأسف ترك لى البيت مؤكدا أنه لن يعود إلا إذا أشعرته أنه رجل البيت وأننى الأنثى وأن أضع مواعيد لعملى وأحضر الطعام له وللأولاد، فقد قالها لى وهو يجمع ملابسه أنا حاسس إنى عايش مع واحد صاحبى مش مراتى، ولا أعرف ماذا أفعل انفصل وأعود لحياتى السابقة أم أوافق على شروطه؟
شرين
من الواضح أن تجربة زواجك الأولى مازالت مؤثرة على نفسيتك، فبرغم مرور السنوات إلا أنك مازلت خائفة وتريدين أن تتحملى مسئولية كل شيء ولا تعطى نفسك الفرصة لتعيشى كامرأة قادرة على العمل والنجاح فيه بما لا يتعارض مع كونك زوجة وأم، ويبدو أن زوجك الحالى يحبك بشكل حقيقى، لذا يحاول أن يعطيك الفرصة لتعيشى كأنثى لا كرجل فهو من وصفك له أحب أولادك وقرر الدخول لعالمك واستكمال حياته، ولكنه فوجئ بتصرفاتك التى توحى أنه لم يطرأ أى تغير على حياتك وأنك مازلت السيدة المطلقة المعتمدة على نفسها وإدارة شئون حياتها بمفردها وموقفه معك طبيعى جدا وعليك منح نفسك فرصة الحياة الطبيعية، فلم تعودى أما ومطلقة ومسئولة عن والدين لكنك أصبحت زوجة، وهناك من يريد أن يشعر أنه مسئول عنك، حاولى ألا تضيعى الفرصة التى منحك لها الله لتعيشى بشكل طبيعى وتخيلى حياتك إذا انفصلت الآن لمجرد أن تظلى مستقلة فى كل قراراتك، وتذكرى الأيام التى مرت عليك وكنت تتمنين لو أن أحدا يقف إلى جوارك، احمى حياتك الزوجية وأعطى حياتك العملية جزءا من وقتك لأن حياتك تغيرت، وامنحى نفسك الفرصة لتهدأ وتطمئن أن هناك من يقف بجوارها ويساندها، والفشل الذى مر عليك فى تجربتك الأولى لا تجعليه سببا دون أن تشعرى لفشل تجربتك الثانية.
****
الزوجة الثانية
أبلغ من العمر أربعين سنة، توفى زوجى منذ أكثر من 20 سنة بعد أشهر قليلة من زواجنا وكنت مازلت حاملا فى ابنتى، وعرض على أهله الزواج من شقيقه الأكبر ليربى ابنة أخيه، ولكنى رفضت بشدة ودخلت فى مشاكل وأصريت على موقفى، وحاليا تدرس ابنتى فى الجامعة وأقوم بالتدريس فى إحدى الجامعات الخاصة لكننى تعبت من الوحدة خاصة بعد وفاة أمى التى كانت تعش معى أنا وابنتى، وتقدم لى أحد الزملاء للزواج وهو متزوج ولديه أبناء لكنه يحبنى وفى نفس الوقت لا يشعر بالراحة مع زوجته ولكن لا يستطيع الانفصال عنها بسبب أولاده ولأنها ابنة عمه، رفضت فى البداية لكن لا يزال يلح على وبدأت أشعر باحتياجى لوجود رجل فى حياتى خاصة وأن ابنتى ستتركنى قريبا عندما تتزوج، ومع كثرة إلحاحه بدأت أفكر كيف أرضى الآن بما رفضته فى الماضى؟وكيف سترانى ابنتى وأنا أخرب بيت سيدة أخرى؟ صديقاتى يخبرننى أننى لن أخسر شيئا إذا لم أرتح، أطلب الطلاق خاصة وأن زوجته لن تعرف شيئا لأنها وأولاده وكل عائلته يعيشون فى الصعيد، وأصدقاؤنا فقط من سيعلمون وعدد قليل من أقاربى، لا أعرف ماذا أفعل تعبت من الوحدة وهو يلح علي لكنى أخاف من المستقبل؟
ليلى
بداية شعورك بالاحتياج لوجود شخص فى حياتك شيء طبيعى خاصة وأنه بعد رحيل والدتك بدأت تشعرين بالوحدة وترين أن ابنتك الجامعية توشك أن تتزوج وتتركك هى الأخرى، فكل مشاعرك طبيعية ولكن اختيارك لرجل متزوج هذا هو الخطأ الذى ستندمين وبشدة إذا أقدمت عليه، فأنت فى شبابك رفضت أن تكونى زوجة ثانية وبموافقة ومباركة الجميع من أجل الطفلة الصغيرة والآن وأنت أستاذة جامعية تفكرين فى نفس الوضع ولكن فى السر، فمعرفة الأصدقاء يجعله زواجا معلنا ولكن عدم معرفة أهل الزوج خاصة زوجته يجعلها زيجة محكوم عليها بالفشل، والأفضل أن تتجنبيه لأنه يستغل ضعفك بعد وفاة والدتك وانتظرى فرصة أفضل تكون بمثابة عوض حقيقى على صبرك سنوات طويلة من أجل ابنتك، فوضع الزوجة الثانية بالظروف التى عرضتيها تجعله أسوأ وضع لك ولابنتك التى على وشك الزواج.
****
الاحترام
فى الخلافات الزوجية قد يتمادى أحد الأزواج فى استخدام ألفاظ جارحة تجاه الطرف الثانى أو أحد من أهله ويصل التمادى لمناطق صعبة تحدث جراحا لا تنسى، فللأسف ينسى الطرفان أن أيا كانت طبيعة الخلاف فإنه سيمر ويعودان بعد فترة طالت أو قصرت لحياتهما الزوجية ولكن سيظل محفورا فى قلب كل منهما ما تم تبادله من إهانات فى لحظة خلاف، لذا فالأولى أن ينتبه الأزواج لما تقوله ألسنتهم وقت الشجار لأن هذه الأوقات هى الأسعد للشيطان ليشتد الخلاف وتزداد الهوة وربما بسبب كلمة نطقت بلا قصد يخرب البيت ويتشرد الأبناء، ففى الخلافات علينا الابتعاد كل منا فى غرفة أو التزام الصمت ثم العتاب بعد ذلك، فوقت الخلاف أصعب الاختبارات للحياة الزوجية، وكلما تدرب الأزواج على مسك اللسان مرت الموجة أيا كانت شدتها بأمان وعادت الحياة لمجراها الطبيعى.
ساحة النقاش