إلي كل نفس مهمومة ومتعبة .. تبحـث عن ملجأ آمن تلقي فيه بأدق أسرارها .. إلي من يبحث عن مكان للراحة والهدوء النفسي يتوقف فيه ليتأمل ذاته ويراجع خطواته ويواجه أخطاءه

نقدم استراحة نفسية لننفض عن النفس همومها ومتاعبها فإن كانت لديك مشكلة نفسية تحيرك أرسليها لنا بالبريد العادي أو البريد الأليكتروني .. ونحن في انتظارك .

سألتني قارئة سؤالاً مباغتاً لم أكن أتوقعه وهى فتاة جميلة فى منتصف العشرينات .. سألتنى هل هناك علاقة علمية وطبية وراء كثرة جرائم القتل فى الآونة الأخيرة..؟!

سؤالها جعلنى استوضحها أكثر وأقول لها هل تقصدين أن هناك علاقة تربط بين القتل والحالة النفسية للقاتل..؟! قالت: نعم..!!

الإجابة على هذا السؤال جعلتنى أتناول الدراسات العلمية التى تمت حول هذا الموضوع وكانت أحدث هذه الدراسات تقول أن 70% من القتلة يعانون من التبلد الوجدانى.. أى أنهم فقدوا عواطفهم ومشاعرهم تجاه الآخرين .. فقدوا القدرة على الحب وعلى الإحساس بالألم .. فالحب والإحساس بالألم وجهان لعملة واحدة .. لاينفصل الألم عن الحب..

فنحن نتألم حين نحب .. نتألم من أجل من نحب .. نتألم من أجل الناس حولنا .. والذى يقتل لايشعر بالألم لأن له قلباً كالحجارة أو أشد قسوة .. من السهل عليه أن يزهق روح إنسان آخر من أجل أسباب تافهة جداً .. أو من أجل أسباب لا علاقة له بها هو شخصيا وانما استجابة لطلب من الآخرين أو نظير أجر معين أى هو قاتل مأجور.

وقراءة سريعة لبعض الجرائم التى وقعت فى الآونة الأخيرة نجد أسباباً غريبة وغير منطقية وراء هذه الجرائم .. أسباب كلها تؤكد أن القتلة فى هذه الجرائم أشخاص لا يعرفون الحب .. ومصابون بمرض التبلد الوجدانى .. هؤلاء القتلة كانوا فى حاجة إلى علاج نفسى قبل أن يرتكبوا هذه الجرائم .. ربما كان هذا العلاج مجدياً وقتها وقبل وقوع المحظور.

ولايقتصر مرض التبلد الوجدانى على القتلة فقط .. بل إن هذا المرض يعانى منه فئات أخرى بالمجتمع.

فلقد أثبتت دراسة طبية أخرى أجريت على بنات الليل أنهن يعانين من التبلد الوجدانى .. والذى يدفعهن إلى أن تبيع كل واحدة منهن جسدها مقابل المال .. ولقد أثبتت هذه الدراسة أن بنات الليل قد تكن مصابات بمرض الفصام أو تكون الواحدة منهن ذات شخصية سيكوباتية أى ليست اجتماعية .. وهى مريضة وذات صفات ونوازع عدوانية باحثة عن اللذة الفورية بلا عواطف أو ضمير.

وما يقال عن القتل وبنات الهوى يقال أيضاً على اناس تبلدوا وجدانياً فى هذا العالم الكبير الذى نعيش فيه .. هؤلاء غير قادرين على الحب .. وهولاء هم الذين يشعلون الحروب ويأمرون بالقتل الجماعى ولايتورعون عن ذبح النساء والأطفال والشيوخ ودفنهم فى مقابر جماعية .. أن هؤلاء الناس لايدافعون عن حق أو مبدأ أو يحمون وطناً بل هم معتدون بلا قلوب ذو نوازع إجرامية والأمثلة لدينا كثيرة .. من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب .. ومن شرق الكرة الأرضية إلى غربها .. هكذا تسير الحياة .. بشر يحيون ويتمتعون بملذات الحياة وهم فى الحقيقة قلوب متحجرة لاتعرف الرحمة.. وحالات مرضية تستوجب العلاج النفسى.

 

المصدر: نبيلة حافظ - مجلة حواء

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,862,039

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز