أرق .. شرود .. قلق
فى الامتحانات:أنا مش أنا
كتبت :منار السيد
ما أعرفش الليل من النهار ولا أهلى من الأغراب ويمكن بالكاد أستطيع العودة إلي المنزل..اعذرونى أصل أنا فى امتحانات ودماغى مش تحت سيطرتى.
يدخل الشباب فى مرحلة من تمتزج بالاضطراب والمشاعر المتداخلة مابين القلق من الامتحان والرغبة في تحقيق النجاح.
تركنا الشباب خلال السطور التالية ليقدموا بأنفسهم وصفاً تفصيلياً لحالهم أثناء تلك الفترة.
البداية مع نيرمين محمد والتى تحكى لنا عن تخاريف الامتحانات وتقول: أذكر هذه الأيام جيداً.. الأيام التى تسبق ليلة الامتحان بكل ما فيها من توتر، خوف قلق قد يصل أحيانا لمرحلة الاكتئاب، ودائماً كنت أصاب بحالة غريبة مع اقتراب موعد الامتحان حتى ولو كان امتحان شهر بسيط، أتخيل دائماً أننى أستيقظت متأخرة لأرتدى ملابسى التى تمزقت وأنا أجذبها من الشماعة فأغادر المنزل لا أجد ما أركبه لأسير على قدمى حتي اصل للامتحان، ولكننى فى النهاية لا أصل بسبب تعرضي لحادث قبل لجنة الامتحان بشارع. على فكرة ده مش حلم ده كان إحساس طوال فترة المذاكرة تقدر تقول «حلم يقظة».
التهييس القاتل
أما الصديق محمود عبد السلام -الفرقة الثالثة كلية الإعلام جامعة القاهرة فيقول: مع اقتراب موعد الامتحانات فى نفس الوقت من كل عام أشعر بأن الدنيا تضيق، وهذا أمر طبيعى لتأجيلى المذاكرة إلى قبل الامتحانات بأيام، أى التأجيل لآخر الوقت، وهذا يؤثر تأثير سلب لأن فى مثل هذه الأيام لا أستطيع الفصل بين نهارى وليلى ونتيجة حالة التوهان التى أعيشها هذه الأيام قبل بدء الامتحانات كانت ستؤدى بحياتى، حيث كنت أسير على أحد الطرق العلوية التى بها إحدى الفتحات نتيجة حادثة وبالرغم من أننى أسير بشكل يومى على هذا الطريق ولكننى لم أنتبه مطلقا لهذه الفتحة وكدت أقع لولا تنبيه المارة لى .. وطبعا ده نتيجة تفكيرى فى الإتصال والإعلام فهذا إلأ الإخراج والتصوير.. وغيرها من المواد الدراسية.
لكن لا أعتقد أن أحداً أوصل لمرحلة ..التهييس مثلما وصل إليها الطالب محمد ممدوح الطالب بالفرقة الثالثة كلية الإعلام جامعة القاهرة حيث يقول: إننى فى هذه المرحلة لا أستطيع مطلقاً الجلوس لدقائق بشكل متواصل أمام الكتاب ولتراكم المذاكرة على نتيجة تأجيلى لها من أول يوم للدراسة، وكلما جلست وحاولت التركيز أجد نفسى فى حالة من عدم التركيز لأرى كوب الشاى «تتلوى» وسطور الكتاب عائمة وكأننى أغرق بين كل معلومة وأخرى ليصل بى الحال طبعاً لترك المذاكرة خوفاً على صحتى النفسية والدماغية.
المسلسل التركى
أما أسماء -الطالبة بالصف الثانى الثانوى- قالت: أول مرة فى حياتى أعيش هذا الإحساس فكلما نظرت للمعلومة التى ذاكرتها 50 مرة وكأننى أول مرة أراها فى حياتى، وخاصة مع مادة الكيمياء التى تمثل لى عائق كبير فكلما نظرت إلى أى معادلة فيها أفتكر المسلسل التركى «فاطمة» مش قادرة أفهم إية العلاقة! أعتقد أنها محاولة فى الهروب لما أحبه ورغبتى الجامحة فى ترك المذاكرة .
أحدث طرق المذاكرة
لكن على الحسينى- الطالب بالصف الثانى الثانوى- فله طريقنه الخاصة فى المذاكرة والتى تختلف عن كثير من أصدقائنا وهى «الفيس بوك والهاش تاج» فيقول: كلما حفظت معلومة وعدت لأنظر فى الكتاب مرة أخرى لا أرى سوى علامة « الهاش تاج» فى السطر التالى، وتكرر هذا الموقف معى كثيراً خاصة فى الفترة الأخيرة وسألت أبى هى دى هلوسة ولاتخاريف قال لى من كثره إدمانك للإنترنت؟ فقررت استثمار هذه التخاريف بشكل إيجابى وأن أتعامل مع الكتاب أو المذاكرة التى أمامى بالطريقة التى أحبها وهى طريقة الفيس بوك أو الهاش تاج بتخيلى أن صفحة الكتاب هى صفحة توتير أو فيس بوك حيث أعتبر كل معلومة بوست «past» من أحد وأقوم أنا بالرد عليه عن طريق حفظى للمعلومة.
شئ طبيعى
وتعليقاً على حالة التوهان وتخاريف الامتحانات تقول أ.د: فادية محمد- أستاذة الطب النفسى بجامعة الأزهر-: فترة الامتحانات والفترة التى تسبقها تكون مشحونة بجو من التوتر والقلق مشوبة الإحساس الدائم بالخوف من الفشل أو الرسوب فى الامتحان أو عدم القدرة على الإلمام بالمنهج الدراسى قبل بدء الامتحانات، وهذا الإحساس طبيعى يراود جميع الطلبة فى هذه المرحلة.
وتصل مرحلة القلق والتوتر فى بعض الأحيان إلى حد الإحساس الدائم بعدم التركيز نتيجة الضغط المستمر من جانب الأسرة بالحث الدائم على المذاكرة، بجانب ضغط الوقت الذى يحاصر الطالب نتيجة تأجيله لمذاكرة بعض المواد حتى إقتراب موعد الامتحان، وبسبب كل هذه الضغوط يصاب الطالب بحالة من التوهان والتخيلات وتكون فى أغلب الأوقات ذات صلة بالمذاكرة كأن يتخيل أنه تأخرعن موعد الامتحان أو أنه نسى كل ماذاكره، والبعض الآخر تصل به هذه المرحلة إلى حد الاكتئاب بسبب الخوف المتزايد من الفشل والرسوب، وعلى الأسرة دور كبير فى هذه المرحلة، حيث تعمل على زيادة الثقة بالنفس فى أبنائها وعدم الضغط المستمر عليهم، وعليهم أن يعلموا أن ما يمر به الطالب فى هذه المرحلة مشاكل الأعراض التى سبق ذكرها بالإضافة إلى محاولاته المتكررة بالهروب من وقت الإستذكار ورغبته فى فعل أى شئ آخر غير المذاكرة أن هذا أمر طبيعى وليست حالة مرضية وأيضا هى وقتية تزول بزوال السبب وهو عند انتهاء الامتحان.
وبجانب بث الثقة فى نفس الطالب، على الأسرة أيضا محاولة مساعدته بكافة الطرق وأهمها توفير الراحة النفسية والهدوء الأسرى فى هذه المرحلة، وعدم إظهار القلق له، وإقناعه دائماً أن لكل شخص قدرة وإمكانيات محدودة، ويجب ألا تمثل هذه القدرات عبء عليه، وحثهم أيضاً على تحويل أى طاقة سلبية إلى آخرى إيجابية .
ساحة النقاش