دعوة لكل صديقخليك هادى..هادىll
كتبت اسماء صقر
«أنا غاضب» «أنا عصبي» وغيرها من المصطلحات التي يستخدمها الأصدقاء للتعبير عن غضبهم وانفعالاتهم تجاه أحداث أو مواقف وأشياء معينة تحدث لهم تثير استفزازهم وتحفزهم للغضب ولكن العصبية والغضب دائماً ما يجنيان آثاراً سلبية ونادمة ll
ويحدثنا عن ذلك محمد- ح الصف الثانى الإعدادي، ويقول:
أشعر بحالة من الغضب والاستياء تجاه والدى فدائماً يسخر منى ويتحدث معى بشكل هزلى دون اهتمام مما يثير بداخلى العنف والغضب تجاهه، ففى البداية كنت أتجنبه ولا أريد الدخول معه فى أى مناقشة أو حوار كى لا أصطدم به وعندما كان يحدثنى كنت أصمت وأكتم الغيظ بداخلى، ولكن فى ذات مرة شعرت بأنه أهاننى عندما انتقدنى بسخرية أمام عمتى وأبنائها مما دفعنى للصراخ فى وجهى وقمت بتكسير بعض الأشياء فى المنزل وكان الراديو الذى قمت بتكسيره وأصر أبى على عقابى من خلال الحرمان من المصروف لمدة 5 أشهر وهذا جعلنى أشعر بالندم الشديد.
- أما ياسمين كمال -الصف الإعدادى - تقول:
أحاول التحكم فى غضبى بقدر المستطاع فإننى بطبعى «عصبية» لذلك أحاول الابتعاد عن الأشخاص الذين يسببون لى الضيق والغضب ولكن إحدى زميلاتى حاولت التقليل من شأنى أمام الأخريات ذات مرة عندما طلبت منها ألا تقوم بإغضابى من خلال أخذ أدواتى المدرسية بشكل عشوائى دون إذن منى عندما أكون خارج الفصل المدرسى، ولكنها أشعرتنى بأننى ضعيفة مما جعلنى أتعدى عليها وعندما علمت أسرتى بذلك ندمت على ما قمت به وبدأت أتعلم كيف أتحكم فى غضبى مع الآخرين.
- ويقول فادى كريم الصف الثانى الثانى :
أعيش فترة من التوتر والخوف والهلع كى أستطيع أن أحقق أحلامى وطموحاتى فأذاكر لفترات طويلة وأشعر بالتوتر بشكل دائم ولدى أخ صغير فى البيت إذا دخل غرفتى وقام بلمس أغراضى وكتبى أقوم بضربه بشكل مبرح لدرجة إيذائه وقد سببت له كدمة فى وجهه يتعالج منها لفترة طويلة وندمت بعد ذلك على إيذائه فأشعر بأن الجميع غاضب وما قمت به كان خاطئاً.
- أما هبة حامد كلية تربية جامعة القاهرة تقول:
عادة أشعر بضغط نفسى وعبء على، فإننى أعانى من ضغوط المذاكرة والجامعة وفى ذات الوقت خطيبى لا يقدر ما أعانيه من ضغط نفسى مما يثير غضبى ويجعلنى أريد الشجار معه دائماً وأتحدث معه بنبرة صوت حاد ونختلف فى الرأى كثيراً، وفى إحدى المرات تشاجرنا وفى لحظة غضب أشعر بالندم عليها قمت بفسخ خطبتى وأسرتى غضبت أيضاً منى لما قمت به.
أنا عصبي
ويعلق على ذلك عبدالمنعم شحاتة - أستاذ علم النفس بجامعة المنوفية قائلاً:
العصبية أو التوتر ترتبط بانفعالات كثيرة كالخوف والغضب وغيرها والكثير من الشباب يستخدم مصطلح «أنا عصبي» للتعبير عن سرعة الغضب.
وإذا خرج الانفعال عن سياسة العقل وسيطرته وأصبح نمطاً يتكرر وميلاً إلى الصراخ فى وجه الناس واستخدام كلمات العنف وعدم القدرة على التحكم فى مشاعر الغضب والنفس، أدى ذلك إلى نتائج سلبية ومؤثرة على حياة الإنسان وعلاقته الاجتماعية والمهنية والأسرية وعلى صحته النفسية والعضوية.
- ولتجنب مثيرات الغضب وللتحكم فى الانفعال على الشاب أن يتعلم مهارات الاتصال .. كيف يستمع للآخرين وكيف يعبر عن مشاعره وأفكاره بطريقة يُظهر للآخرين فيها الاحترام.
كما يجب عليه أن يركز على السلوك الذى يزعجه وليس على الأشخاص فالنقد والتجريح والسخرية والاستهزاء والاعتداء لا يحل المشكلة بل يزيدها تعقيداً.
- ويشير إلى ضرورة استفادة الشباب وتعلمهم من الأخطاء التى يقعون فيها «الخبرات الماضية» بالإضافة إلى كونه واقعياً فى توقعاته وفى مطالبة ويتأكد أن الحياة لا تصفو فى كل شيء، ويسأل الآخرين الذين لا يغضبون مثله ويستفيد من أفكارهم، ويحرص على ممارسة التمارين الرياضية فلها دور كبير فى التحكم ولحظة الغضب والعصبية والانفعلات المكبوتة وتساعد على التخلص من التوتر.
- وينصح د. عبدالمنعم بضرورة مناقشة الشاب للنقاط والأشياء التى تثير غضبه مع الشخص الذى يستفزه فإذا لم يستجيب لذلك يمكن الابتعاد عنه ولا يحاول أن يدخل معه فى أحاديث أو مناقشات. وللتخلص من الغضب لحظة حدوثه على الشاب أن يتنفس بعمق لمدة 3 مرات فالجسم يتوتر ويتحفز عند الغضب والنفس العميق يحد من التوتر.
وأيضاً يمكن أن يغير مكانه ويبتعد عن مصدر غضبه ويسير لمدة دقائق فى أى مكان مفتوح كالنزول إلى الشارع إذا كان الانفعال والغضب مصدرهما أحد أفراد الأسرة.
وأخيراً.. يوصى بضرورة التعبير عن الآراء والأفكار الخاصة بالشباب بطريقة سلمية مع ضرورة التحكم فى نبرة الصوت أثناء الحديث مع الآخرين{
ساحة النقاش