شئ غريب ومحير أن نجد أشخاصا في موقع المسئولية يشاركون في عملية هدم مؤسسات الدولة بقصد أو عن جهل وعدم وعي ومعرفة، فما حدث من هجوم وتشكيك من جانب بعض هذه الشخصيات تجاه اختراع الهيئة الهندسية للقوات المسلحة ـ والذي تم الإعلان عنه مؤخراــ والخاص بفحص وعلاج مرضي الإيدز وفيروس "سي" شئ محزن ومخجل للغاية فلا يمكن للمؤسسة العسكرية التي أبهرت العالم بقدراتها واستطاعت أن تحتل مركزا متقدما بين جيوش العالم، لا يمكن أن تغامر بسمعتها من أجل دعاية زائفة أو ترويج لاختراع يفقد ثقة الشعب فيها, ولقد نسوا هؤلاء أو تناسوا أن فريق البحث العلمي للاختراع والذي يضم 72 أستاذاً جامعيا وأطباء متخصصين لا ينتمي معظمهم للمؤسسة العسكرية، وبالتالي لا يمكن لهؤلاء العلماء أن يجازفوا بتاريخهم دون أسانيد علمية قوية ودون وجود حقائق مؤكدة علي أرض الواقع.
كان أولي بهؤلاء المتشككين والمهاجمين أن ينصتوا لصوت العقل وللمصلحة العليا للبلاد وأن يساندوا هذا الاختراع من أجل خدمة الوطن والمواطن بل من أجل خدمة الإنسانية، بدلا من حملات الهجوم الشرسة علي الاختراع التي أكدت علي سوء نيتهم ووجود مصالح شخصية تدفعهم لاتخاذ هذا الموقف، وعلي الرغم من ذلك لم تؤثر هذه الحملات في تعاطي المجتمع المصري لهذا الإنجاز الكبير، ولم تتفاعل معها الجهات العلمية المختلفة بل بالعكس خرج علينا العديد من العلماء والأطباء المتخصصين يدافعون عن الاختراع ويثنون علي المجهودات الكبيرة التي قامت بها جهة الاختراع بالقوات المسلحة وهي الهيئة الهندسية وفريقها البحثي من الأطباء والعلماء المنتمين لها.
ولقد توقفت طويلا أمام تصريحات د.أحمد علي مؤنس أستاذ الجهاز الهضمي وأمراض الكبد، بجامعة عين شمس، والمشرف علي الفريق البحثي لاختراع الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، والذي أكد فيه انه نال شرفا حقيقيا بالاشتراك مع الفريق البحثي، وأن الانضباط في العمل البحثي داخل المؤسسة العسكرية لم ير مثله طوال عمله بالحياة الأكاديمية داخل الجامعات المصرية، وأن المصريين يمتلكون القدرات العلمية التي تؤهلهم لقيادة العالم ولكن التعامل مع العلماء يأخذ نهجا مختلفاً عن الغرب تماما، فالدول الأوروبية تدفع بالمواطن إلي أن يكون عالما أما في مصر ندفع بالعالم إلي أن يكون فاشلا، وخير دليل علي ذلك ما تعرض له صاحب فكرة هذا الاختراع من هجوم وتشكيك في اختراعه.
اعترافات د0أحمد مؤنس، المشرف علي الفريق البحثي تؤكد أن هناك قوى الظلام التي لا تريد لمصر الرقي والتقدم والازدهار، وأن من بين هؤلاء ـللأسف الشديدـ من يحسبون عليها وينتمون إلي أرضها، ومن المفروض أنهم من أبنائها ولكن مصر منهم براء، هؤلاء مهما حاولوا لن ينالوا من شرفاء مصر ومن مؤسساتها لن يثنوا أبناء الوطن المخلصين من المضي قدما إلي الأمام، مهما كانت العقبات التي تواجههم وحملات الكذب والتشويه التي يتعرضون لها، ومهما كلفهم ذلك من جهد وعرق ودماء.
ولدعاة الكذب والتشويه أقول لهم: اهدأوا حالا واستريحوا، فلن تنالوا هدفكم لأن الشعب المصري لديه من الوعي الذي يجعله يفند الحقائق من الأكاذيب، ولديه من الفطنة ما تجعله يفرق بين الغث والثمين، ولديه من الحب والإخلاص لأرض وطنه الحبيب!
ساحة النقاش