كتب : حسان فاروق
اهتمت السينما على مر العصور بالمرأة وقضاياها ومشاكلها وقدمت العديد من الأعمال السينمائية والدرامية لمناقشة هذا.. كما أولت السينما اهتماما خاصا فى معظم أعمالها بصورة ربة البيت المصرية التى تتلخص حياتها في تربية أبنائها ومراعاة زوجها ومصالح بيتها.. اليوم نناقش كيف نجحت هذه الأعمال فى إبراز مشكلات هذه المرأة، وما هى الصورة التى قدمت بها على الشاشة؟
البداية مع الناقد الفنى نادر عدلى، والذى بدأ حديثه بأن ست البيت على الشاشة تم تقديمها من قبل على أساس أنها “الأم”، ويعتبر عدلى أن ست البيت أو الأم حدث لها تطور كبير فى شخصيتها عن الماضى، وهو ما يمكننا لمسه فى أن الأفلام القديمة فى أواخر الخمسينيات كانت الزوجة والأم لأولادها هى الصورة الطاغية على أدوار المرأة المقدمة فى هذه الأعمال بمعنى المرأة التى لا تعمل وترعى مصالح بيتها وأولادها وزوجها.
يضيف عدلى: مع بداية الستينيات بدأنا نرى صورة مختلفة للمرأة على الشاشة حيث بدأت تقدم كامرأة تخوض أو تبحث عن عمل إضافى رافضة أن تكون ست بيت بالمعنى الحرفى، فكان هذا تطورا مهما جدا ممكن أن نرصده من خلال العديد من الأفلام ببساطة.. ثم حدث تطور ثالث، وهذا ظهر فى أفلام فطين عبدالوهاب ورأفت الميهى والذى جعل المرأة من الممكن أن تتفوق فى العمل على الرجل نفسه، ومن هنا تحدث مشاكل عائلية بسبب أن المرأة تفوقت فى أن تجعل نفسها فى تحد مع الرجل.. والغريب أن فى الفترة الأخيرة تغير الوضع تماما ويمكن أن نعتبرها مرحلة رابعة من التطور لست البيت لأن عندما طالب فطين عبدالوهاب ورأفت الميهى بعمل المرأة وأنها متفوقة ويمكن أن تقوم بأعمال كثيرة يقوم بها الرجل حصل نوع من مرتبطة » الانتكاسة «بتيار ما فى هذا الوقت ووجدنا أن دور المرأة بدأ يقل كثيرا على الشاشة، بمعنى أن تواجدها قد اقتصر على كونها مجرد سنيد للبطل وزوجها أي تم تهميش دورها..
لأحمد » تيمور وشفيقة « ويعتبر عدلى فيلم السقا ومنى زكى واحدا من الأفلام التى جعلت المرأة متفوقة فى عملها حتى تولت منصب وزيرة، ولكن تحدث المفاجأة ويطلب منها الرجل أن تترك العمل لأنه لن يتزوج بامرأة تشغل مكانة اجتماعية أفضل منه، وفى آخر الفيلم تتنازل المرأة من أجل الرجل لتجلس فى البيت وهذه ظاهرة يعتبرها ردة تشير إلى التراجع فى تجسيد دور المرأة فى الواقع.
في حين ترى الناقدة الفنية ماجدة موريس، أن دور ربة البيت على الشاشة سواء فى السينما أو الدراما اختلف كثيرا من الثمانينيات والتسعينيات عن السنوات العشرة الماضية، وبشكل عام ترى أن الدراما لم ترصد دور المرأة كربة منزل إلا بشكل محدود.
وتقول: فى السنوات الأخيرة تم تقديم مشكلات ربة المنزل فى الصدارة ببعض الأعمال الدرامية من خلال رصد المشكلات بين المتزوجين حديثا.
وتضيف موريس: من ثلاثين أو أربعين عاما كانت ربة المنزل ومشكلاتها التقليدية أكثر تواجدا على الشاشة من السنوات الأخيرة، سواء كانت هذه المشكلات نفسية أو من جراء مسئوليات الأسرة والأبناء، كما هو الحال فى فيلم » أم العروسة « و » الحفيد « وغيرهما من الأعمال التى أبرزت دور ربة البيت فى تربية أولادها والاهتمام بمصالحهم ومشاكلهم وكيف كانت تجد حلولا لهم من فترة الدراسة حتى الكبر والزواج.
وتضيف: وفى دراما السبعينيات والثمانينيات نجد ظهورا ملحوظا لمشكلات ربة المنزل ودورها وهو ما ترصده ليالى « أعمال كمسلسل الذى قدمه » الحلمية أسامة أنور عكاشة وركز على عدة نماذج من ربات البيوت ودورهن فى الوقوف إلى جانب أزواجهن وتربية أبنائهن.
في النهاية يرى الناقد الفنى محمود قاسم: أن السينما قدمت ربة المنزل على الشاشة بشكل إيجابي للغاية في جميع مراحل الازدهار السينمائي وخاصة في مرحلة الستينيات، كما ركز قاسم على أن ربة المنزل أو المرأة التي تتفرغ لرعاية زوجها وأبنائها ظهرت في السينما المصرية بصورة كبيرة فى هذه الحقبة والحقبة التالية لها وبخاصة ربة المنزل فى الريف والصعيد، كما نجد هذا فى أعمال أفواه « كأفلام وأرانب، والنداهة، والأرض، وشيء
» من الخوف معتبرا أن كلها نماذج مشرفة وحيوية ومنحازة بشكل موضوعي لدور ست البيت.
ساحة النقاش