تشكل تجربة الروائى أحمد مراد:

أعمالىرد فعل طبيعى للفساد

أجري الحوار :محمد الحمامصي

الروائي الشاب أحمد مراد في أعماله التي قدمها حتي الآن، «فيرتيجو» و«الدوار» و«تراب الماس»، إضافة جديدة للتجربة الروائية المصرية التي تقدمها الأجيال الجديدة بدءا من التسعينيات وحتي الآن، فهو يتخذ من عالم الجريمة خلفية، ومن العامية المشوقة أسلوبا، ومن الواقع المعاش وما يجري في مختلف طبقاته مادة، هذا جنباً مع تقنيته التي تلجأ للفن البصري.

ولد مراد في عام 1978 في مصر، وهو أيضاً مصور ومصمم، كانت روايته «تراب الماس» الرواية الأكثر مبيعا في العالم العربي 2010، درس التصوير السينمائي ونالت أفلامه القصيرة جوائز في المهرجانات الأوروبية

أود أن تلقي الضوء علي بدايات الكتابة والأجواء التي أحاطت بها؟ وأيضاً الكتابات التي تأثرت بها وكانت عاملا بشكل أو بآخر في توجيهك نحو الكتابة؟

- بدايتي لم تكن محسوبة أو علي الأقل لم تكن مدبرة، فأنا كتبت بعد نوع من الضغط وكانت الكتابة بالنسبة لي علاجا، فـ «فيرتيجو» و«تراب الماس» هما رد فعل طبيعي لطفح الفساد في المجتمع.

أيضاً وفي الإطار ذاته هل لنا أن نتعرف علي ظروف كتابة ونشر روايتك الأولي «فيرتيجو»؟

- الكتابات المؤثرة في هي كل مادة حية تتحدث عن التاريخ وتحليله، وبطبيعة الحال جيل الرواد وعلي رأسه نجيب محفوظ ويوسف إدريس وما تلاه من أجيال خاصة الستينات.

في روايتك «الدوار» ثم «تراب الماس» تكشفت رؤيتك للعالم وتناقضاته وبدأ هناك خط تسعي به لتشكيل خصوصية عالمك.. القضية المثيرة مع الحبكة المعقدة مع التشويق، إلي أي مدي هذا صحيح؟

- روايتي الأولي فيرتيجو بدأت كتابتها في فبراير من عام 2007 وانتهيت في 6 شهور قبل أن تنشر في أغسطس من العام نفسه، وهي الآن في طبعتها السابعة.. أصر علي كتابة رواية سينمائية علي الغلاف تماشياً مع الروح البصرية الموجودة في النص، وهو ما أزيل في الطبعة الثانية.. ولا أعرف إلي أي مدي هذا صحيح، أعتقد أن الإجابة عند القارئ فأنا حاولت أن أصنع عالماً روائياً لكنه مبني علي الواقع الموجود ويلمس الشخصيات والتحولات المجتمعية في بلدي بتوليفة مغلفة بالإثارة والبوليسية لإمتاع القارئ ودرء مرارة قسوة الأحداث.

ليس من قبيل الاعتراض لكن لماذا تستخدم العامية في كتاباتك والفصحي قادرة علي التعبير بنفس المستوي؟

- الفصحي طبعاً قادرة علي التعبير، لكني سأستغرب شخصية مثل السيرفيس إذا تحدثت بالفصحي .. كما أنني أردت للقارئ صدمة في اللغة تماثل صدمته في سير الأحداث وحبكتها.

ما الذى دفعك إلى صناعة «برومو» لـ .. تراب الماس»؟

لم أخطط لهذا الأمر، إنما في أثناء تحضيري للرواية كنت أجمع الصور المتعلقة بأحداثها، وبعدما انتهيت من الكتابة اكتشفت أن لديَّ ملفاً كبيراً وكاملا خاصاً بها، فقررت استغلاله في «برومو» لها.

 إلي أي مدي وسّع «البرومو» مساحة انتشارها؟

- إلي حدّ كبير، إذ دفع الناس إلي قراءتها، ثم هو وسيلة دعاية جيدة، فبمجرد أن تكتب لرواية وتنشرها في كتاب تتحول إلي سلعة تحتاج إلي دعاية.

تخرجت في معهد السينما قسم تصوير وعملت بالتصوير لفترة وأخرجت أفلاما قصيرة، لماذا لم تستمر وماذا استفدت من دراستك وعملك في الكتابة؟

- التصوير أفادني كثيراً في الكتابة فهو كان لي بوابة التفاصيل للأماكن والشخصيات، وغالباً ما أصور في البداية ما سأكتبه حتي ولو سأغيره فيما بعد، فالصورة بالنسبة لي أساس.

تركت التصوير السينمائي لأنه بالرغم من كونه فناً حقيقياً إلا أنني أحببت خلق الأجواء والأحداث والشخصيات لانقلها، كما أنني لما تخرجت لم يكن أمامي لأكسب عيشي سوي الكليبات، هو ما رفضت تقديمه لأسباب أخلاقية.

هل تعتقد أن الروائيين الجدد في مصر استطاعوا تحقيق إضافة للرواية المصرية من خلال ما قدموه من رؤي وأشكال مختلفة في الكتابة؟

- جيلنا بالطبع قدم شيئاً للرواية وأضاف تحديثات، وأعتقد أن عودة القراءة للناس في حد ذاتها إنجاز يدل علي عودة التواصل مع القارئ والتحدث في همومه ونفسه الحقيقية، إلا أن بصمتنا الحقيقية لن تظهر إلا بعد أن يصبح بعضنا روادا فأعمالنا البارزة لاتزال قليلة وتحتاج لاختمار ونضج .

 

المصدر: مجلة حواء -محمد الحمامصي
  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 899 مشاهدة
نشرت فى 6 إبريل 2011 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,892,766

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز